كتبت: عبير عبد العظيم
الذهب سلعة محددة السعر، ومحدد ضريبتها والدمغة والمصنعية، ويجدد التسعير يوميًا طبقا للأسعار العالمية، ولعدة عوامل يتم من خلالها تحديد أسعار حركتي البيع والشراء للذهب يوميًا، ولكن ما الذي يجعل قطعة ذهب بنفس العيار والوزن يختلف سعرها من مكان لأخر، مع أنها ذات الوزن ونفس العيار؟ وهل هناك اختلافًا في مصنعية شركة عن أخرى، ومكان عن أخر أم هي مجرد شطارة تاجر أم شطارة مشتري؟
قال الدكتور ناجى فرج مستشار وزير التموين لشئون الذهب، إن قيمة المصنعية إحدى أسباب تفاوت السعر الإجمالي للمشغولة الذهبية، حيث يؤثر نوع عيار الذهب المستخدم في تحديد قيمة أو أجرة التصنيع، فمصنعية جرام الذهب عيار 18 أعلى من مصنعية جرام الذهب عيار 21، لأن نسبة الفاقد أو المهدر في الذهب عيار 18 خلال التصنيع، مرتفعة، نتيجة صعوبة التشكيل، لأنه أصلب مقارنة بالذهب عيار 21، وهو ما يعرف بـ” الخسية”، وتضاف نسبة الخسية على إجمالي قيمة تصنيع الكيلو، ما يرفع من مصنعية المشغولة.
أضاف، كما يؤثر نوع المنتج على قيمة المصنعية فمصنعة جرام الغويشة أقل من مصنعية جرام الخاتم أو الدلاية، ومصنعية جرام الطقم أعلى من مصنعية جرام القطعة المفردة، كما تؤثر طرق التصنيع لاسيما مع استيراد الشركات للتكنولوجية الحديثة المستخدمة في التصنيع، التي بالتبعية ترفع من قيمة التكلفة.
قال سامى عبد الرحمن، تاجر ذهب، إن “المصنعية” تعد السبب الرئيس في تفاوت الأسعار، وهى قيمة مالية تضاف على أسعار الذهب المعلنة بالأسواق، وتختلف قيمتها من قطعة لأخرى، ومن شركة لأخرى، ومن محل لأخر، حيث تؤثر حرفية القطعة في تحديد أجرة التصنيع، لاسيما مع ارتفاع نسبة الفاقد من الذهب خلال عمليات التصنيع، ومن ثم فبعض القطع تتراوح مصنعيتها بين 100 و 200 جنيه، وأخرى تتجاوز 250 جنيهًا، وبعض القطع لا تحتاج إلى حرفية ومهارة عالية في التصنيع، وقد تقل نسبة الفاقد من الذهب خلال التصنيع، فتتراوح قيمة مصنعيتها بين 30 و 50 جنيهًا.
أضاف، عبد الرحمن، أن قيمة المصنعية تتوقف أيضًا على الشركة المنتجة، فلا يمكن تساوي قيمة التصنيع بين منتجات الورش ومنتجات الشركات، ومنتجات الماركات الشهيرة، فهناك اختلاف بين قيمة مصنعية الشغل ذو الجودة العالية أو ما يعرف بـ” اللوكس أو السوبر” والشغل الشعبي، الذي يتمتع بمصنعية منخفضة.
قال سعد محمد ميسي، تاجر ذهب، أن المصنعية تحتلف من محل لأخر، حسب المنطقة أو الحي، فلا يمكن أن تتساوى قيم المصنعيات على المشغولات في المَحَالّ التي تقع بالأحيار الراقية أو المولات التجارية، مع مَحَالّ بمنطقة شعبية، نتيجة ارتفاع ثمن الإيجارات والتشغيل، ومن ثم فإن منطقة البيع تؤثر على تحديد قيمة المصنعية.
أضاف، وعلى المواطنين شراء الذهب من أماكن موثوقة، حتى لا يتعرض للنصب، مع ضرورة معرفة قيمة المصنعية قبل عملية الشراء، لافتًا لأهمية حصول العملاء على فاتورة يدون بها سعر الذهب وقيمة المصنعية، وعدد الجرامات واسم الشركة، ونوع العيار.
ولفت، أن بعض التجار تستخدم حيالًا بإضافة الدمغة والضريبة بسعر والمصنعية على الجرام بسعر أخر، بغرض رفع الأسعار.