انتهى العمل باتفاقية “البترودولار” بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، يوم الأحد الماضي، قد لا يتم تجديدها، تم وضع الاتفاقية التي تبلغ مدتها 50 عامًا في عام 1974.،وشهدت اتفاقية البترودولار بيع المملكة العربية السعودية لنفطها حصريًا بالدولار الأمريكي، مع وعد الولايات المتحدة بالأمن العسكري والتنمية الاقتصادية، وذكرت تقارير صحفية أن المملكة العربية السعودية تعمل الآن بشكل أوثق مع الصين، التي تحاول تقويض الهيمنة العالمية للدولار.
أصبح الدولار هو العملة الرسمية الوحيدة المستندة إلى غطاء الذهب مع الاتفاق المالي العالمي بريتون وودز Bretton Woods والمنعقد في مايو 1944 بعد الحرب العالمية الثانية، وأصبح الدولار أول عملة احتياط وصرف في العالم دون منازع، عندما وافقت الولايات المتحدة بين عامي 1946 و1971 على استبدالها بالذهب بسعر ثابت قدره 35 دولارًا للأوقية، لذلك تهافتت البنوك المركزية على الدولار من أجل تكوين احتياطياتها، خصوصاً أن ودائعه كانت مستقرة مثل الذهب إضافة إلى سهولة إدارتها.
قدمت اتفاقية بريتون وودز للولايات المتحدة الأمريكية أقوى توسع اقتصادي بعد الحرب العالمية الثانية.
استمر معيار الدولار الذهبي أقل من عقدين، فمن ناحية، نما المعروض بالدولار في العالم بسرعة كبيرة، ومن ناحية أخرى، أصبح الوضع الاقتصادي للولايات المتحدة أكثر تواضعًا مقارنة بالاقتصادات الأخرى التي كانت تتعافى وتتطور بسرعة. لكن الشيء الأكثر أهمية هو أن احتياطيات الذهب الأمريكية بدأت في التلاشي، وكان هناك عدد من الدول التي أرادت استبدال «الورقة الخضراء» بالمعدن الأصفر، وآخر شخص حصل على الذهب الأمريكي مقابل الدولار كان الرئيس الفرنسي شارل ديجول. كان هذا في عام 1965، وحتى في ذلك الحين، لم يستجب الأمريكيون لطلبه بشكل كامل.
وفي 15 أغسطس سنة 1971، أعلن الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون Richard Nixon، فك ارتباط الدولار بالذهب، ووقف قابلية تحويل الدولار إلى ذهب، وهو ما عرف بصدمة نيكسون، ومنذ تلك اللحظة اختفى الأساس الذي استند إليه هذا النظام (ثبات أسعار الصرف، تجنب القيود على المدفوعات الخارجية، القابلية للتحويل، التزام الولايات المتحدة بتحويل الدولار إلى ذهب عند سعر ثابت)، ويعد ذلك بداية بداية لنظام التعويم.
فقدان ربط الذهب بالدولار جعل الولايات المتحدة أكثر مركزية في التمويل العالمي مما كانت عليه في عام 1971
ارتفعت أسعار النفط عام 1973 لمستويات تاريخية بفعل أزمة الطاقة العالمية نتيجة حرب أكتوبر بين مصر والكيان المحتل، وفي عام 1974 ظهر نظام الـ”بترودولار”، حيث عقدت إدارة نيكسون صفقة مع المملكة العربية السعودية، بغرض شراء النفط حصرًا بالدولار، إلى جانب ضمانات أمنية لصالح السعودية.
مع عدم تجديد الاتفاقية وتوجه المملكة العربية السعودية إلى العمل بشكل أوثق مع الصين، التي تحاول تقويض الهيمنة العالمية للدولار، بجانب تعزيز احتياطاتها من الذهب للتخلي الجزئي عن الدولار، بما يعزز ذلك من ارتفاع الطلب على الذهب ويعزز من قوة الذهب، في ظل تراجع للدولار.
في حين أشارت ورقة بحثية لمركز الزيتونة للدراسات والاستشارات، أن إصدار مجموعة البريكس لعملة موحدة أو اعتماد اليوان كعملة مقبولة للتداول فيما بينها يعزز التحول من البترودولار إلى البترويوان، كما أن للسعودية دور مهم في تقويض هيمنة البترودولار لما لها من ثقل في مجموعة الأوبك OPEC والأوابك OAPEC، كما أن الدولار بشكل عام يحمل بذور فنائه، ويؤكد ذلك مستوى الإصدار غير المسبوق للدولار في الولايات المتحدة، وتمادي الولايات المتحدة في الغطرسة والعقوبات غير العادلة على دول العالم.