السعودية التي تعد من أكبر 20 دولة في العالم من حيث احتياطي الذهب، تعمل على تطوير قطاع المعادن الثمينة لديها بشكل استراتيجي وتخطط للمشاركة في سلسلة توريد التكرير، بحسب معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية بالمملكة بندر الخريف.
وفي كلمته في منتدى المعادن المستقبلية بالرياض، استعرض الخريف رؤية المملكة للذهب، مؤكدًا على أهميته التاريخية وإمكاناته المستقبلية.
وقال الخريف: “الذهب هو أول منجم افتتحه مؤسس هذه البلاد”، مشيراً إلى أن البلاد لديها تاريخ طويل مع الذهب، وذكر أن المملكة لا تزال تنظر إلى الذهب كمورد مهم.
التكرير وسلسلة التوريد
يتضمن جزء رئيسي من استراتيجية المملكة العربية السعودية تطوير قدرتها على التكرير. وقال الخريف: “نحن الآن نبحث في كيفية مشاركتنا في سلسلة التوريد في المصفاة”. والهدف هو إنشاء نظام يضمن مصداقية وتتبع الذهب من المملكة العربية السعودية.
وتشمل هذه المبادرة العمل مع المستثمرين لبناء مصفاة قادرة على معالجة الذهب المحلي والدولي. وأضاف الوزير أن “هذا من شأنه أن يسمح للسعودية ليس فقط بإعادة تمويل الذهب من السعودية، بل وأيضًا من الخارج”.
وبخلاف قيمته التاريخية، يلعب الذهب دورًا استراتيجيًا للمملكة العربية السعودية حيث تسعى البلاد إلى تنويع اقتصادها لتصبح مركزًا رئيسيًا للتعدين.
حددت البلاد 2.5 تريليون دولار من الموارد المعدنية وتعمل بنشاط على خلق بيئة مواتية للاستثمار في قطاع التعدين. وأكد الخريف أننا “نتطلع إلى التعدين ليكون الركيزة الصناعية الثالثة بعد النفط والغاز والبتروكيماويات”.
التعاون الدولي
كما أكد الوزير على أهمية التعاون الدولي، موضحًا أنه “بدون وجود وضوح بشأن التعاون الدولي، فلن نتمكن دائمًا من التقاط القيمة الحقيقية للتعدين”.
تهدف المملكة العربية السعودية إلى الاستفادة من مواردها وموقعها الاستراتيجي من خلال الشراكة مع دول أخرى في مجال التكنولوجيا والاستثمار، ولكن أيضًا في معالجة المعادن. وقال الخريف: “أحياناً نمتلك الموارد ونحتاج إلى مساعدة الآخرين في التكنولوجيا والاستثمار”. وتدرك المملكة أيضًا أن “الآخرين يمتلكون الموارد أحيانًا”، في حين “نحن لدينا القدرة على القيام بالمعالجة”.
كما تعمل المملكة بنشاط على تبسيط عملية الترخيص والنظام الضريبي لجذب الاستثمار الدولي، ويشكل منتدى المعادن المستقبلية، الذي جمع 90 وزيرًا للتعدين، عنصرًا أساسيًا في هذه الاستراتيجية.
وتستفيد المملكة من الدروس المستفادة من تاريخ إنتاج النفط وتركز على المشاركة المجتمعية والإدارة المسؤولة للموارد، لضمان استفادة السكان المحليين من أنشطة التعدين.
وقال الخريف إنه في الأيام الأولى لإنتاج النفط، “رأى الناس قيمة هذا المورد وكيف ينبغي لنا جميعًا أن نكون معًا، لحماية هذا المورد ومساعدة البلاد على تحقيق أقصى استفادة منه”.