في أحدث تقاريرها عن المعادن الثمينة، حذّرت مجموعة “هيراوس” الألمانية من أن ارتفاع أسعار الذهب قد يؤدي إلى مزيد من التراجع في الطلب الهندي، بينما قد يقترب الأداء القوي للفضة والبلاتين من نهايته.
الذهب: ضغط الأسعار على الطلب الهندي
أوضحت “هيراوس” أن أسعار الذهب، رغم تراجعها من ذروتها في أبريل، لا تزال مرتفعة بما يكفي لتؤثر سلبًا على الطلب، خاصة في السوق الهندية.
وقالت الشركة: “في عام 2024، استهلكت الهند 803 أطنان من الذهب، 70% منها للاستخدام في صناعة المجوهرات، بزيادة 5% عن العام السابق، رغم ارتفاع الأسعار بنسبة 26% العام الماضي”.
وأضافت أن أسعار الذهب ارتفعت بنسبة 27% أخرى منذ بداية عام 2025، ما أدى إلى تراجع الطلب خلال الربع الأول بنسبة 15% ليصل إلى 118 طنًا، كما أظهرت البيانات الأولية للواردات خلال شهري أبريل ومايو انخفاضًا بنسبة 27% و38% على التوالي.
وأشارت “هيراوس” إلى أن شهري يونيو ويوليو عادة ما يكونان ضعيفين في الطلب على الذهب بالهند، على أن يبدأ الطلب بالارتفاع مع اقتراب مواسم الاحتفالات مثل “دهن تيراس” و”ديوالي”، لكن إذا استمرت الأسعار في الارتفاع، فقد تأتي واردات أغسطس دون التوقعات، ما يعني تراجعًا سنويًا في الطلب.
وعلى مستوى الأسعار، أنهى الذهب تعاملات الأسبوع الماضي بانخفاض نسبته 2.83%، ليصل إلى 3275 دولارًا للأوقية، في ظل تراجع تأثير التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط على أسواق السلع.
وخلال تداولات الإثنين، ارتفع الذهب بشكل طفيف بنسبة 0.32% ليصل إلى 3284.80 دولارًا للأوقية.
الفضة: تباطؤ مرتقب في زخم الطاقة الشمسية الصينية
أما بالنسبة للفضة، فقد أشارت “هيراوس” إلى أن التوسع القياسي في مشروعات الطاقة الشمسية بالصين خلال مايو (بواقع 93 غيغاواط) قد يواجه تباطؤًا في النصف الثاني من العام، نتيجة تغيرات تنظيمية تقلل من الحوافز للمشروعات الصناعية الجديدة.
رغم أن الصين قد أنجزت بالفعل 71% من إجمالي الطاقة الجديدة المُركبة لعام 2024 خلال النصف الأول من 2025، إلا أن وتيرة التوسع مرجح أن تتباطأ، ما سيؤثر سلبًا على الطلب على الفضة في تطبيقات الطاقة الشمسية.
وفي 2024، بلغ الطلب العالمي على الفضة في القطاع الشمسي نحو 198 مليون أوقية، معظمها في الصين، إلا أن تقنيات “خفض الاستهلاك” (Thrifting) قد تؤدي إلى انخفاض الطلب الإجمالي رغم نمو التركيب.
وأضاف التقرير أن سعر الفضة ظل مستقرًا فوق 35 دولارًا منذ أوائل يونيو، مسجلاً ارتفاعًا أسبوعيًا بنسبة 0.43% ليصل إلى 36.13 دولارًا الجمعة الماضي، ومع بداية تداولات الأسبوع، تراجع السعر بشكل طفيف إلى 35.941 دولارًا للأوقية.
البلاتين: صعود لافت قد لا يدوم
شهد البلاتين ارتفاعًا إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من 11 عامًا، مسجلًا مكاسب بنسبة 47% منذ بداية العام وحتى نهاية يونيو. لكن “هيراوس” ترى أن هذا الزخم قد يكون مؤقتًا.
ورغم شح المعروض في المدى القصير، فإن تحسن الإمدادات من جنوب أفريقيا قد يؤدي إلى تراجع الأسعار في النصف الثاني من العام، خصوصًا إذا لم يُظهر السوق الصيني استجابة قوية للأسعار المرتفعة، بحسب التقرير.
وأوضحت الشركة أن منتجي البلاتين والبلاديوم والكروم في جنوب أفريقيا استفادوا من ارتفاع الأسعار، مما رفع “سلة أسعار المعادن” بأكثر من 30% مقارنة ببداية العام. لكن أي تراجع في أسعار البلاتين قد يعيد الضغط على هوامش أرباح المنتجين، لا سيما ذوي التكاليف المرتفعة.
وفي بداية تداولات الإثنين، تراجع سعر البلاتين إلى 1330.42 دولارًا للأوقية، بخسارة بلغت 0.63% بعد أن سجل ذروته عند 1375.21 دولارًا في الليلة السابقة.