أعلنت شركة “ويست أفريكان ريسورسز” الكندية عن إنتاج أول سبيكة ذهب من مشروعها الجديد “كياكا” في بوركينا فاسو، وذلك خلال عملية صهر أُجريت في موقع المشروع.
وبحسب بيان الشركة، يبلغ وزن السبيكة الأولى نحو 5.7 كيلو جرام، ما يعادل 183.3 أوقية من الذهب الخالص، مشيرةً إلى أن هذا الإنتاج يمثل بداية قوية لما تأمل أن يكون أحد أبرز مشاريع تعدين الذهب في غرب إفريقيا.
وتكتسب هذه الخطوة أهمية خاصة في بوركينا فاسو، حيث يُشكّل الذهب حوالي 80% من إجمالي عائدات التصدير، ويُساهم بنحو 14% من الناتج المحلي الإجمالي، ما يجعل قطاع التعدين ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.
وتسعى الشركة الكندية إلى تسريع وتيرة الإنتاج التجاري خلال الأشهر المقبلة، في ظل تنامي الطلب العالمي على الذهب، واستمرار تدفق الاستثمارات الأجنبية في قطاع التعدين بالقارة الإفريقية.
المشروع مملوك بنسبة 90 % لشركة West African Resources و10 % لحكومة بوركينا فاسو .
البدء الفعلي للإنتاج يتوافق مع جاهزية المشروع، حيث تؤكد تقارير إنجاز الأعمال الإنشائية ومعالجة الخام والتغذية التشغيلية تبعًا للجدول الزمني المحدد .
وتُشير التقديرات إلى أن المشروع سيولد سنويًا نحو 234,000 أوقية من الذهب على مدار عمر المنجم الذي يقارب 20 عامًا.
الاستثمار الأولي يبلغ حوالي 430–565 مليون دولار، وقد تم تمويله من خلال قرض بقيمة 265 مليون دولار ودعم من الموارد الذاتية .
دراسة الجدوى المحدثة في يوليو 2024 رفعت توقعات الإنتاج السنوي بنسبة 7 % مقارنة بالتقديرات السابقة، مع معدل عائد داخلي من 21 % إلى 27 %، وقيمة حالية صافية بعد الضريبة تفوق 1.18 مليار دولار
الأثر الاقتصادي لبوركينا فاسو
تشكّل دخلًا مهمًا؛ فالذهب يمثل حوالي 80 % من عائدات التصدير ويمثّل نحو 14 % من الناتج المحلي الإجمالي لبوركينا فاسو ، في إطار تغييرات قانون التعدين (أغسطس 2024)، رفعت الدولة حصتها المجانية في المشاريع من 10 % إلى 15 % بدون مقابل مالي، بما في ذلك مشاريع كياكا، لتعزيز الإيرادات الوطنية.
بالإضافة إلى كياكا، تعمل الدولة على تأسيس مصفاة ذهب محلية وتقييد تصدير الذهب التقليدي اللاصِف، كخطوات نحو تعزيز السيادة الاقتصادية.
الدعم الدولي والتحديات الإقليمي
يشارك في المشروع مستثمرون من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا، حيث تمثل المؤسسات نحو 45 % من رأسمال West African Resources، وتشكل الولايات المتحدة وحدها 21 %
-
تتجه بوركينا فاسو، مثلها مثل دول الساحل تحت قيادات عسكرية، إلى تعزيز السيطرة على الموارد واحيانًا إعادة تأميم المناجم الأجنبية، وهو ما يُثير مخاوف المستثمرين الأجانب .
-
وفي ظل عدم استقرار أمني واسع بسبب التهديدات الجهادية المستمرة، اعتمد المستثمرون الشركاء استراتيجيات أمنية مكثفة لضمان استمرارية التشغيل.
التوقعات المستقبلية لمشروع كياكا
-
من المتوقع أن يدعم المشروع إجمالي إنتاج الذهب السنوي لبوركينا فاسو، من أقلّ من 300,000 أوقية إلى أكثر من 400,000 أوقية سنويًا بمجرد دخول كياكا مرحلة التشغيل الكامل
-
المشروع يوفر وظائف مباشرة وغير مباشرة: نحو 1,500 وظيفة في مرحلة البناء و750 وظيفة تشغيلية دائمة، فضلًا عن آثار تنموية للمجتمعات المحلية.
-
النفقات الرأسمالية ستُسترد خلال 2–3 سنوات، مع تكاليف تشغيلية تنافسية (AISC ≈ 953 دولار/أوقية) .
-
من المتوقع أن يصل إنتاج الذهب الإجمالي (بمشاركة مناجم سانبرادو وكياكا) إلى حوالي 415,000–473,000 أونصة سنويًا خلال العقد المقبل .
مخاطر يجب مراقبتها
-
الأوضاع الأمنية في بوركينا فاسو نظرًا لتفشي أعمال العنف الإرهابية في الساحل.
-
التغيرات التشريعية: قانون التعدين الجديد وتأميم الأصول قد يعيد تشكيل علاقة المستثمرين الدوليين بالدولة .
-
اعتماد الأسعار العالمية والتمويل: تقلبات أسعار الذهب، وكلفة خدمة القروض، عوامل قد تؤثر على ربحية المشروع وإيراداته.
مشروع كياكا يُعد بمثابة نقلة نوعية في قطاع الذهب ببوركينا فاسو، بقيادة West African Resources وتحالفها مع الدولة والمستثمرين الدوليين، إذا تم تجاوز المخاطر الأمنية والتنظيمية، سيُسهم المشروع في تعزيز مركز البلاد عالمياً بين منتجي الذهب، وإدامة النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية.