تشهد أسواق الذهب المحلية شحًا في المعروض من السبائك لواحدة من كبرى شركات الذهب في مصر، خلال الفترة الحالية، وسط تباطؤ للمبيعات، وتراجعًا للطلب في ظل ارتفاع أسعار الذهب بالأسواق المحلية والبورصة العالمية.
قال أحمد مصطفى، أحد عملاء الشركة، إنه توجه لشراء سبائك الذهب من المركز الرئيسي، وحجز الأوزان وفقًا لسعر الذهب الملعن، لكن الشركة أجلت عملية تسليم السبائك لنحو أسبوع، نتيجة عدم توافر سبائك ذهب بالشركة.
وقال إسماعيل محمد، من عملاء الشركة، أن اشترى مؤخرًا من الشركة سبائك بأوزن كبيرة نتيجة نقص الأوزان الصغيرة، كما أن الشركة سلمته الذهب بعد 4 أيام من تاريخ الحجز، معللة بوجود ضغط وارتفاع في الطلب.
وشهدت الأسواق المحلية ظهور سياسة تسليم الذهب لنحو يصل إلى أسبوعين، خلال السنوات الماضية، وبالتحديد منذ مارس 2022، مع قرار البنك المركزي بتخفيض العملة، ما أدى إلى تدافع المواطنين لشراء الذهب بغرض التحوط والحفاظ على قيمة أموالهم، لاسيما مع قرار الدولة بوقف استيراد الذهب في ظل أزمة شح الدولار.
وذكر حساب باسم آخر باسم نسمات صفا، أنها اتجهت لشراء سبائك إحدى الشركات التي اعتادت التعامل معها، لكن التاجر أخبرها أن سبائك هذه الشركة غير متاحة حاليًا، ورشح لها منتجات بعض الشركات الأخرى.
وأكده حساب آخر باسم “تالية القرآن”، أن اتجهت لشراء سبائك لشركة معينة، لمن التاجر أخبرها أيضًا أنها غير موجوة، وباع لها سبائك لشركة أخرى.
قال تاجر من داخل سوق الذهب – رفض ذكر اسمه، أن أسواق الذهب المحلية شهدت اختفاءً ونقصًا حادًا في سبائك علامة تجارية معينة، وأن الشركة اتجهت مؤخرًا للعمل من خلال ذهب تجار الجملة والتجزئة، مفسرًا ذلك بأنها تطلب من التجار تسليم الأموال، واستلام السبائك بعدها بأسبوع على الأقل، لحين الانتهاء من التصنيع.
وأضاف، المصدر، أن الطلب داخل السوق مستقر، ويميل إلى التباطؤ في بعض الأوقات، في ظل ارتفاع أسعار الذهب لمستويات قياسية، وتنامي عمليات إعادة البيع.
ولفت، إلى أن ظاهرة التسليمات اختفت من السوق، مع تراجع الطلب، ولا تطبقها حاليًا وبصورة مفاجئة سوى هذه العلامة التجارية فقط، دون غيرها، في ظل توافر سبائك العلامات التجارية الأخرى داخل السوق، ولا أحد يعلم السبب الحقيقي لمد زمن التسليمات للعملاء والتجار، فالمحلات تشهد نقصًا حادًا من هذه السبائك خاصة الأوزان صغيرة الحجم.
وقال تاجر آخر، أن الشركة تنتهج سلوكًا لم تعتد عليه من قبل، حيث تطالب التجار بتسليم الأموال مسبقًا، دون تسليم كامل الوزن، حيث تسلم للتجار 800 جرام فقط عن كل كيلو ذهب، على أن تحتفظ الشركة بـ 200 جرام ضمن أرصدتها لبعض الوقت.
لفت، إلى أن هذا السلوك يؤكد أن الشركة تتعرض لأزمة في نقص أرصدتها من مخزون الذهب، نتيجة الخطوات التوسعية الكبيرة التي اتخذتها خلال الفترة الماضية.
أشار، إلى أن تراجع الطلب، وارتفاع إعادة البيع خلال الفترة الماضية، أدى إلى وجود توازن في المعروض بالأسواق، مع وقف الاستيراد، لاسيما مع توافر منتجات كافة الشركات الأخرى.
أضاف، أن الطلب الحالي بالأسواق لا يعرض الشركات الكبيرة إلى نقص في المعروض والمخزون، إلا مع وجود أسباب أخرى غير معلومة للسوق.
في حين قال مصدر من داخل الشركة، أن السوق يشهد طلبًا متزايدًا من بعد عيد الفطر، لاسيما مع ارتفاع الأسعار، وما يحدث طبيعي، وهو ما أدى إلى ارتفاع الطلب على منتجات الشركة.
وأضاف، أن الحجوزات أكبر من طاقة التشغيل والإنتاج، بجانب مرحلة الدمغ والتوزيع، وهو ما يستدعي تأجيل عمليات التسليم بين يومين وثلاثة أيام على الأكثر.
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة لتجارة الذهب عبر الإنترنت، إن أسواق الذهب تشهد حالة من التباطؤ في المبيعات، نتيجة ارتفاع الأسعار، ومن ثم فالطلب الحالي لا يمثل أي ضغط على أي شركة، أو يؤدي لنقص منتجاتها بالأسواق.
وأضاف، أن عمليات إعادة البيع المكثف والتي شهدتها الأسواق على مدار عام، أدت إلى وفرة في المعروض، في ظل سحب البنوك للسيولة من الأسواق من خلال الشهادات ذات العائد المرتفع.
ولفت، إلى أن خفض البنك المركزي لأسعار الفائدة بنسبة قد تتجاوز 10 %، قد يرفع الطلب على الذهب بقوة مع استمرار موجة الارتفاعات، تزامنًا مع موعد صرف استحقاقات الشهادات البنكية، ومن ثم قد يضغط حينها على المخزون المحلي من الذهب، في حالة استمرار وقف الاستيراد.
وقال عيد يوسف، رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية بالمنوفية، إن الأسواق شهدت مؤخرًا تأخر في تسليمات سبائك واحدة من كبرى شركات الذهب في مصر، ولكن مندوبين الشركة بالمحافظات، أكدوا أن الأمر يرجع إلى تأخر عملية الدمغ داخل مصلحة الدمغة والموازين.
وكشف تقرير مجلس الذهب العالمي الصادر أمس الأربعاء، تراجع مشتريات المصريين من السبائك والعملات الذهبية، بنسبة 10 %، لتسجل نحو 4.7 طن، خلال الربع الأول من العام الجاري.
وأرجع المجلس هذا التراجع إلى ارتفاع أسعار الذهب عالميًا ومحليًا، مما أثر سلبًا على القدرة الشرائية للمواطنين، إلى جانب تحسن المؤشرات الاقتصادية واستقرار سعر الصرف، ما قلل من الإقبال على الذهب كملاذ آمن بعد فترات من التذبذب الاقتصادي.
وتواصل “عيار 24” مع الشركة المعنية للتعليق على شح منتجاتها من السبائك وتأخر تسليم العملاء والتجار، التي قالت على لسان المنسق الإعلامي لها، إنها حريصة على تلبية طلبات العملاء، وسط تزايد الطلب نظرًا لثقة العملاء في اسمها وتوسعاتها في المنطقة، ونفت حدوث تأخيرات في تسليم السبائك.