سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا في منتصف تعاملات اليوم الثلاثاء، مدفوعة بزيادة حادة في سعر الأوقية عالميًا، التي اخترقت مستوى 3400 دولار لأول مرة، وسط تجدد المخاوف بشأن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، والجدل المتصاعد حول استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
أسعار محلية تتباين رغم القفزة العالمية
ورغم الارتفاع العالمي، تراجعت أسعار الذهب محليًا بنحو 25 جنيهًا للجرام، ليسجل عيار 21 نحو 4710 جنيهات، بينما بلغ سعر الجرام عيار 24 نحو 5383 جنيهًا، وسجل عيار 18 نحو 4037 جنيهًا، فيما بلغ سعر الجنيه الذهب نحو 37680 جنيهًا.
وجاء هذا الأداء رغم ارتفاع سعر الأوقية عالميًا بمقدار 29 دولارًا، لتصل إلى 3428 دولارًا، مدعومة بتراجع مؤشر الدولار الأمريكي وانخفاض عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما عزز الطلب على المعدن النفيس كملاذ آمن، لترتفع مكاسب الذهب خلال الجلسة بنحو 1%.
توترات تجارية تعيد بريق الذهب
تزايد القلق في الأسواق بشأن مصير المحادثات التجارية بين واشنطن وبروكسل، والتي تواجه تحديات كبيرة قبل حلول الموعد النهائي المحدد في الأول من أغسطس، وتشير الأنباء إلى نية إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية تصل إلى 30% على معظم الواردات الأوروبية، حال فشل المفاوضات، في حين يخطط الاتحاد الأوروبي للرد برسوم انتقامية تستهدف قطاعات أمريكية استراتيجية مثل الخدمات الرقمية والطيران والمشروبات الكحولية.
تصريحات مثيرة تعمّق أزمة الفيدرالي
من ناحية أخرى، تصاعدت المخاوف بشأن استقلالية البنك المركزي الأمريكي بعد تصريحات لوزير الخزانة، سكوت بيسنت، الذي دعا إلى “إعادة تقييم شاملة” لدور الفيدرالي، مشيرًا إلى تجاوزات في بعض المهام غير النقدية، وتكاليف باهظة لمشاريع البناء داخل المؤسسة، وقد اعتُبرت هذه التصريحات تدخلًا سياسيًا محتملًا في شؤون البنك، مما زاد من الضغط على الدولار، ودفع المستثمرين نحو الذهب.
أصول منافسة تُقيد مكاسب الذهب
ورغم العوامل الداعمة، لا تزال مكاسب الذهب مقيدة بمنافسة من أصول أخرى؛ إذ يتزايد الإقبال المؤسسي على العملات الرقمية، وعلى رأسها البيتكوين، مع تحسن البيئة التنظيمية في الولايات المتحدة، كما تستقطب أسهم شركات التكنولوجيا اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين، خصوصًا مع ارتفاع احتمالات خفض الفائدة في الاجتماعات المقبلة للفيدرالي.
قلق مستمر… وترقب لاجتماع الفيدرالي
تجددت المخاوف بشأن استقلالية الفيدرالي بعد مقابلة بيسنت مع شبكة CNBC، والتي أطلق فيها إشارات تُفهم كتشكيك مباشر في وظائف البنك المركزي، ما يُعد تهديدًا لمصداقية السياسة النقدية الأمريكية، ويؤثر سلبًا على الثقة بالدولار.
في المقابل، أظهرت بيانات حديثة تراجع احتمالات خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل، حيث انخفضت وفقًا لأداة CME FedWatch إلى 58.3% مقارنة بـ70% قبل شهر، بعد صدور بيانات تشير إلى ارتفاع أسعار الواردات.
في الأفق: اجتماع حاسم نهاية يوليو
ويُنتظر أن يعقد الفيدرالي اجتماعه المرتقب في 30 يوليو الجاري، وسط حالة من الترقب بشأن توجه السياسة النقدية، وما إذا كانت التطورات الأخيرة كافية لدفعه نحو خفض أسعار الفائدة، أو استمرار التوجه الحذر الذي قد يضغط على أداء الذهب في المدى القريب.