ارتفعت أسعار الذهب في السوق المحلية، منتصف تعاملات الثلاثاء، بالتوازي مع صعود الأوقية في البورصة العالمية، مدفوعة بتجدد المخاوف من تصعيد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى جانب تنامي الشكوك بشأن استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، الأمر الذي عزز الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن.
وسجل سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 4710 جنيهات، بينما بلغ سعر الجرام من عيار 24 حوالي 5383 جنيهًا، في حين تجاوزت الأوقية مستوى 3428 دولارًا.
ورغم هذا الصعود، يلاحظ المتابعون استمرار تداول الذهب في السوق المصرية بأقل من السعر العالمي، حيث تراجع الفارق السعري لعيار 24 إلى نحو 18 جنيهًا فقط، مقارنة بفجوة بلغت 40 جنيهًا في بداية تعاملات اليوم، ما يعني أن السعر العادل لعيار 24 يُفترض أن يكون في حدود 5401 جنيه.
ما العوامل التي تحدد أسعار الذهب محليًا؟
تُحدد أسعار الذهب في السوق المحلية وفق ثلاثة عناصر رئيسية، تشمل سعر الأوقية العالمية، وسعر صرف الدولار مقابل الجنيه، وقوى العرض والطلب المحلية
ويشهد السوق المحلي في الوقت الراهن حالة من الهدوء النسبي في الطلب، بالتوازي مع استقرار أسعار الدولار، الذي سجل نحو 49 جنيهًا لدى البنك المركزي، ما ساهم في تقليص الفجوة السعرية مع السوق العالمية.
توجه نحو التصدير وبيع المواطنين
بحسب عدد من التجار، فإن تقلص الفارق السعري يعود إلى زيادة التوجه نحو تصدير الذهب الخام استجابةً للطلب الخارجي، بالتوازي مع تراجع الإقبال المحلي وقيام بعض المواطنين بإعادة بيع مشغولاتهم الذهبية في ظل الأسعار المرتفعة.
توتر تجاري بين أمريكا وأوروبا يعزز الطلب العالمي على الذهب
تزايد القلق عالميًا بشأن التوصل إلى اتفاق تجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قبل المهلة النهائية في 1 أغسطس، مع تهديدات من إدارة الرئيس دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية تصل إلى 30% على معظم الواردات الأوروبية، يقابلها إجراءات انتقامية من بروكسل تستهدف صادرات أمريكية تشمل الخدمات الرقمية ومكونات الطيران والمشروبات الكحولية.
هذه الأجواء المتوترة دفعت المستثمرين حول العالم لتعزيز مراكزهم في الذهب كأداة تحوط ضد المخاطر، ما أدى إلى ارتفاع أسعاره عالميًا.
استقلالية الفيدرالي على المحك
في تطور مقلق للأسواق، أدلى وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت بتصريحات دعا فيها إلى “مراجعة شاملة” لمهام الفيدرالي، متسائلًا عن جدوى بعض الوظائف غير النقدية، وملوحًا بتجاوزات في الإنفاق على مشاريع البناء داخل المؤسسة.
هذه التصريحات زادت المخاوف من تدخلات سياسية في سياسات الفيدرالي، مما قد يقوض ثقة المستثمرين بالدولار ويدعم صعود الذهب كملاذ آمن.
أسواق المال والعملات الرقمية تنافس الذهب
رغم الظروف المواتية لصعود الذهب، تواجه الأسعار مقاومة بسبب تحول جزء من السيولة المؤسسية نحو البيتكوين وسوق أسهم التكنولوجيا الأمريكية، في ظل تحسن الأطر التنظيمية للعملات الرقمية وتوقعات الأسواق بخفض الفائدة الأمريكية في الاجتماعات المقبلة.
توقعات الفائدة تتغير
في المقابل، تراجعت التقديرات بشأن خفض قريب للفائدة الأمريكية، إذ انخفضت احتمالات خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر المقبل إلى 58.3%، مقابل 70% قبل شهر، بعد صدور بيانات أظهرت ارتفاع أسعار الواردات في الولايات المتحدة.
ويترقب المستثمرون اجتماع السياسة النقدية للفيدرالي في 30 يوليو، وسط تساؤلات ما إذا كانت التوترات الجيوسياسية والبيانات الاقتصادية كافية لتغيير اتجاه السياسة النقدية نحو مزيد من التيسير.