تعد الفضة واحدة من أكثر المعادن إثارة للجدل في الفترة الحالية؛ فهي ليست مجرد معدن للزينة أو مخزن للقيمة، بل هي عنصر كيميائي يتميز بخصائص فيزيائية فريدة تجعل التساؤلات حول ثبات وزنها وتفاعلها مع البيئة المحيطة محل اهتمام الهواة والمستثمرين على حد سواء.
العوامل المؤثرة على وزن الفضة:
عند الحديث عن وزن الفضة، من المهم التفريق بين الوزن الظاهري والكتلة الفعلية، حيث توجد عوامل دقيقة قد تؤثر على ما يقرأه الميزان، ومنها:
- درجة النقاء (العيار): الفضة النقية عيار (999) أقل عرضة للتغير، فهي تختلف في كثافتها عن الفضة الإسترليني عيار (925) الممزوجة بالنحاس، فإضافة معادن أخرى تغير من الكتلة النوعية للقطعة، وتجعلها أكثر عرضة للأكسدة والتغيرات.
- الشوائب السطحية: تراكم الأتربة، والزيوت الجلدية، أو طبقات الأكسدة قد يؤدي إلى زيادة طفيفة جدًا في الوزن الظاهري، وهي زيادة لا تُلاحظ إلا باستخدام موازين دقيقة.
- الظروف البيئية: الرطوبة والمواد الكيميائية في الهواء تسهم في تسريع التفاعلات السطحية، ما يزيد من معدلات التغير على المدى الطويل.[1]
- التآكل الميكانيكي: الاحتكاك المستمر أو التنظيف العنيف يؤدي إلى إزالة طبقة رقيقة جدًا من سطح المعدن، وهو العامل الأساسي لنقص الوزن الفعلي مع مرور الوقت.
هل يقل وزن الفضة مع مرور الزمن؟
الإجابة العلمية: لا، فالفضة من المعادن النبيلة المقاومة للتآكل والأكسدة في الهواء الرطب،[2] ومع ذلك قد يحدث نقص طفيف جدًا في الوزن نتيجة عوامل ميكانيكية وكيميائية مرتبطة بالاستخدام والتنظيف، وأبرزها:
1- التفاعل الكيميائي: عندما تتفاعل الفضة مع مركبات الكبريت الموجود في الهواء بمرور الزمن، تتكون طبقة سوداء تُعرف بكبريتيد الفضة، هذه الطبقة بحد ذاتها لا تُنقص الوزن، لكن عند تنظيف هذه الطبقة (خاصة باستخدام المواد الكيميائية أو الصقل)، يتم كشط جزء بسيط جدًا من معدن الفضة الأصلي مع الطبقة السوداء، ما يؤدي لنقصان الوزن تدريجيًا.[3]
2- التآكل الفيزيائي: الاستخدام اليومي للمشغولات الفضية كالخواتم أو الأواني، يؤدي إلى احتكاك المعدن بالأسطح المختلفة، هذا الاحتكاك يعمل بمثابة صنفرة تتسبب في فقدان جزيئات دقيقة من الفضة مع مرور السنوات والعقود.
معدل النقص في الفضة:
في حالات التخزين المثالي، يكون معدل النقص في وزن الفضة شبة معدوم، ويقتصر التأثير غالبًا على تغيّر اللون دون فقدان فعلي في الكتلة.
– معدل النقص الناتج عن الاستخدام الاحتكاكي: يُعد الاستخدام اليومي للمشغولات الفضية العامل الأكثر تأثيرًا على فقدان الوزن، إلا أن هذا التأثير يختلف بشكل كبير بحسب طبيعة الاستخدام، ففي الحالات القاسية التي تتضمن احتكاكًا مستمرًا، مثل ارتداء الخواتم أثناء الأعمال اليدوية الشاقة أو التعرض المتكرر للأسطح الخشنة، قد يُفقد جزء صغير من الوزن سنويًا.
على سبيل المثال، قد يفقد خاتم فضة يزن 10 جرامات ما يقارب 0.01 إلى 0.05 جرام سنويًا فقط في الاستخدام الشاق، أما في الاستخدام العادي، فإن معدل النقص يكون أقل بكثير وغالبًا لا يُلاحظ إلا بعد فترات زمنية طويلة، وهو فقد ميكانيكي ناتج عن التآكل وليس عن تغير في طبيعة المعدن نفسه.
– معدل النقص أثناء التنظيف: وهنا تكمن الخطورة الحقيقية على وزن الفضة، حيث يعد التنظيف غير المناسب من أهم العوامل المؤثرة على فقدان الوزن، فالتنظيف باستخدام معاجين الصقل الخشنة، قد تفقد القطعة ما يصل إلى 0.1% من وزنها في عملية تنظيف واحدة، وهو ما يحتاج إلى سنوات طويلة ليُلاحظ على الموازين العادية، بينما التنظيف باستخدام ورق الألمنيوم والبيكربونات أو الملح يحافظ على وزن الفضة وقيمتها.
الفضة معدن معمر، وزنها لا يقل بمرور الزمن، خاصة مع السبائك النقية (عيار 999)، ولكي تفقد قطعة الفضة جزء من وزنها بفعل العوامل الطبيعية فقط قد تحتاج إلى عدة عقود. أما النقص الذي قد نلاحظه في حياتنا اليومية على المشغولات الفضية هو نقص ميكانيكي ناتج عن الاحتكاك وعمليات الصقل والتنظيف الخاطئ، وليس تأكلاً ذاتيًا أو تبخرًا للمعدن نفسه.
[1] TiRapid. (2025). “Does Silver Rust?” TiRapid. at: https://tirapid.com/does-silver-rust/
[2] Anne Marie Helmenstine. (2019). “Noble Metals List and Properties”, ThoughtCo. At: https://www.thoughtco.com/introduction-to-noble-metals-608444
[3] Corrosionpedia. (2024). “Silver Corrosion”, Corrosionpedia™. At: https://www.corrosionpedia.com/definition/1207/silver-corrosion


















































































