أن تصفها بالنحات والفنان والمبدع، حددها كما يحلو لك، لكن “إيونا تامبورسكا “، ذات الأصل البولندي، هي ظاهرة فنية مختلفة بكل المقاييس تجمع مقومات الفن بطرق مختلفة، لا يمكن وصفها بشكل مؤكد كواحدة من العديد من مصممي المجوهرات، رغم أنها تصنع المجوهرات، لكنها تقدمها بشكل مختلف أشبه بالمنحوتات. ولا تزال حريصة على التأكيد على هذا الجانب، وتعرف علامتها التجارية Rękami Stworzone ، وهي كلمات تعني باللغة البولندية “صنع باليد”، و بتعبير أدق، تضيف في سيرتها الذاتية أنها لا تعتبر نفسها صانعة مجوهرات، بل راوية قصص، مع اختلاف أن هذه الحكايات تُترجم إلى الفضة والأحجار الكريمة.
هناك لحظات في حياتنا يمكن أن تحدد مصيرنا، وبالنسبة لإيونا تامبورسكا كانت تلك اللحظة مشكلة صحية مفاجئة. خلال فترة تعافيها، قررت ترك حياتها المهنية كمهندسة مناظر طبيعية والسعي وراء أحلامها كفنانة، حيث تعتبر نفسها فنانة صنعت نفسها بنفسها.
وقالت إيونا:”عندما اتخذت خطواتي الأولى في صناعة الفضة، لم تكن هناك مدارس أو طرق سهلة للتعلم. لقد كان بحثًا طويلًا ومخصصًا من خلال البكاء والفشل. وعندما أنظر إليه الآن في وقت لاحق، أعتقد أن التعلم من خلال أخطائي أعطاني مساحة أكبر للإبداع وإلقاء نظرة جديدة على هذه الحرفة، حيث يمكنني ربط التقنيات التقليدية والحديثة معًا. و يمكن حاليًا رؤية أعمالها في المعارض المختلفة في جميع أنحاء العالم.
وأغلب القصص التي تعرضها في تصميماتها قد تكون قصيرة،أو حكايات خرافية سعيدة أو حزينة، والتي غالبًا ما تحتوي على تلميح من الحنين إلى رحيل الحياة ومعناها. ولكنها تضيف أن هناك شيئًا مشتركًا بينهما: إنهما ليست مجرد مجوهرات، بل قطع فريدة تم إنشاؤها بناءً على طلب العميل أو تم إعدادها في ورشة “إيونا”. كما وصلت إلى نهائيات جائزة “سول بيا ديزاين”، من خلال عملها للفنانة البولندية، بعد دعوتها إلى الصين وأستراليا والمملكة المتحدة وفرنسا وسويسرا، في نسخة عام 2022 من “جيم جينيف”.
وأوضحت إيونا :” المجوهرات تعني لي تعبير مباشر عن أفكاري وروحي. كل كائن أقوم بإنشائه له دافع أو عاطفة خفية. لا أريد أن تكون مجوهراتي تافهة، بل أريد أن أحكي قصة. أهدف إلى إيجاد الجمال في الأشياء الصغيرة وترجمته إلى لغة بصرية. ولعل مصدر إلهامي هي اهتماماتي وخلفياتي التعليمية المختلفة. عندما أجد شيئًا يجتذبني، أريد معرفة المزيد عنه. بالنسبة لي ، فإن اكتساب معرفة جديدة هو أيضًا مصدر إلهام للغاية من حيث إبداعي.”
وفي حديثها عن مفهوم الكمال من وجهة نظرها قالت :”يجب أن يكون الشعور أنني عندما أنظر إلى شيء ما، أستمتع وأكتشف كل التفاصيل الصغيرة عنه. من المؤكد أنه توجد متعة بصرية، ولكن أيضًا متعة باللمس. الرغبة في حمل هذا الشيء بين يديك والاحتفاظ به وكأنه كنز. وما يحركنى كفنانة هو هو الرغبة في التعبير الفني. لذلك، بصرف النظر عن تقنيات المجوهرات التقليدية، أقوم بإثراء تصميماتي بتقنية الطين المعدني أو تقنية الصب بالشمع المفقود. ما يسمح لي بالحصول على تفاصيل صغيرة والعمل بالفضة بطريقة النحات.”