أكد مايك ماكجلون، كبير استراتيجيي السلع الأساسية في بلومبيرج إنتليجنس، على أهمية تحويل استراتيجيات الاستثمار نحو الأصول الخالية من المخاطر، في الظروف الحالية، فإن التقليل من وزن الأصول الخطرة وزيادة وزن الأصول غير الخطرة مثل الذهب وسندات الخزانة الأميركية الطويلة الأجل أمر حكيم، ويبرز الذهب على وجه الخصوص كأصل مرن.
وتوقع ماكجلون في مقابلة مع كتكو نيوز، أن الأمر مسألة وقت قبل أن يصل الذهب إلى 3000 دولار للأوقية، وقد يلبي مؤشر ستاندرد آند بورز 500 عند نفس المستوى”.
وأوضح أن الأداء التاريخي للذهب خلال أوقات عدم الاستقرار الاقتصادي، إلى جانب دوره كتحوط ضد انخفاض قيمة العملة، يضعه في مكانة الأصول القوية للمضي قدمًا.
كما تقدم سندات الخزانة الأمريكية ملاذًا آمنًا وسط حالة عدم اليقين في السوق، وعلى الرغم من المخاوف بشأن الإنفاق بالعجز، يزعم ماكجلون أن سندات الخزانة تظل جزءًا حيويًا من استراتيجية الاستثمار الدفاعية.
وقال: “لا تزال سندات الخزانة الأمريكية هي المكان المناسب على الرغم من حديث الناس عن الإنفاق بالعجز، ويتردد صدى هذا الشعور في العائدات المرتفعة المستمرة على سندات الخزانة الأميركية مقارنة بالاقتصادات الكبرى الأخرى، مما يعكس استقرارها النسبي. اعتبارًا من 6 أغسطس 2024، يبلغ العائد الحالي لسندات الخزانة لأجل 10 سنوات حوالي 3.78%، وهو مؤشر مهم على معنويات المستثمرين تجاه الأصول الأكثر أمانًا وسط حالة عدم اليقين الاقتصادي.
وأعرب ماكجلون عن قلقه الكبير بشأن الركود العالمي المحتمل، مؤكدًا على الوضع الحرج في الصين. “تتجه الصين نحو ركود شديد للغاية، وربما كساد، فقط انظر إلى عائدات سنداتها، حيث بلغ عائد السندات لأجل 10 سنوات 2.15٪ هذا الصباح وهو أقل بكثير من عائد سندات الخزانة الأمريكية عند 3.78٪.”
وأشار إلى أن السيناريو الحالي يختلف عن أزمة عام 2008، التي قادتها الولايات المتحدة، قائلاً: “الآن أعتقد أنها أزمة كليّة عالمية، ويؤكد هذا المنظور العالمي على التحديات الاقتصادية الواسعة النطاق التي تواجه العديد من الاقتصادات الكبرى، مما يساهم في زيادة اضطراب السوق.
وقال أعتقد أن الأمور سوف تكون أسوأ بناءً على مؤشراتي، أولاً وقبل كل شيء، عليك فقط أن تنظر إلى تقلبات سوق الأسهم، ومؤشر التقلبات الكبير، ومتوسط التحرك لمدة 52 أسبوعًا ناقصًا سعر سندات الخزانة منخفض كما كان في عام 2007”.
وتعكس أسواق السلع الأساسية الأوسع نطاقًا أيضًا هذه المخاوف، على سبيل المثال، كانت أسعار النفط الخام متقلبة، متأثرة بديناميكيات العرض والطلب، مما يعكس المخاوف بشأن الطلب العالمي مع تباطؤ النمو الاقتصادي في الاقتصادات الكبرى مثل الصين وألمانيا، كما أظهر مؤشر بلومبرج للسلع الأساسية انخفاضات كبيرة، مما يشير إلى ضغوط انكماشية عبر فئات السلع المختلفة، وأشار ماكجلون إلى أن “السلع الأساسية تظهر لنا انكماشًا واضحًا”، مشيرًا إلى التصحيح الكبير في المعادن الصناعية والحبوب.
أضاف، إن نسبة القيمة السوقية للأسهم الأمريكية إلى الناتج المحلي الإجمالي تبلغ الآن ضعف مستوى ما قبل الأزمة تقريبًا، مقارنة بنحو 1.3 مرة قبل الأزمة المالية، مما يشير إلى وجود خطر كبير من زيادة التقلبات في المستقبل.
في حين أظهرت مؤشرات الأسهم الرئيسية مؤخرًا انتعاشًا متواضعًا بعد انخفاضات كبيرة بعد عمليات بيع الأسهم العالمية. على سبيل المثال، ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 1.4٪، وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي بأكثر من 1٪ بعد انخفاض هائل في وقت سابق من الأسبوع، حيث شهد مؤشر داو أسوأ خسارة له في يوم واحد منذ عام 2022، حيث انخفض بمقدار 1034 نقطة. جاء هذا الانخفاض وسط مخاوف من ركود في الولايات المتحدة بسبب بيانات الوظائف المخيبة للآمال، والتي أظهرت أن الولايات المتحدة خلقت 114000 وظيفة فقط في يوليو، وهو أقل بكثير من المتوقع 185000، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3٪، وهو أعلى مستوى له منذ الوباء.