كشفت دراسة حديثة صادرة عن مجلس الذهب العالمي (WGC) عن تحول ملحوظ في استراتيجيات الاحتياطي لدى البنوك المركزية حول العالم، حيث أبدت غالبية هذه المؤسسات تفضيلاً متزايدًا للذهب على حساب الدولار الأمريكي.
فقد أُجريت الدراسة في الفترة من 25 فبراير وحتى 20 مايو 2025، وشارك فيها 73 بنكًا مركزيًا، أظهرت نتائجها أن 76% من المشاركين يتوقعون زيادة حصة الذهب في احتياطياتهم خلال السنوات الخمس المقبلة، مقارنة بـ69% في استطلاع العام الماضي.
كما أشارت الدراسة إلى أن 95% من البنوك المركزية تتوقع ارتفاع احتياطيات الذهب عالميًا خلال العام المقبل، وهي النسبة الأعلى على الإطلاق، مقارنة بـ81% فقط في العام الماضي، ووفقًا للتقرير، تظل بنك إنجلترا الوجهة المفضلة لتخزين الذهب لدى معظم هذه المؤسسات.
وتزامن هذا التحول مع ارتفاع قياسي في أسعار الذهب، حيث بلغت الأوقية في 22 أبريل الماضي 3500 دولار، وهو أعلى مستوى تاريخي، ويمثل زيادة بنسبة 95% منذ فبراير 2022، تاريخ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
تراجع الثقة في الدولار
في المقابل، تراجعت الثقة في الدولار الأمريكي، حيث أظهرت النتائج أن نحو ثلاثة أرباع البنوك المركزية تخطط لتقليص احتياطياتها الدولارية خلال السنوات الخمس المقبلة، مقارنة بـ62% فقط في استطلاع عام 2024.
دوافع التحول
وأوضح مجلس الذهب العالمي أن الأداء القوي للذهب خلال الأزمات، إلى جانب دوره في تنويع المحافظ الاستثمارية والتحوط من التضخم، من أبرز العوامل التي تدفع البنوك المركزية لتعزيز حيازاتها من المعدن الأصفر خلال العام المقبل.
ووفقاً للبيانات، فقد اقتنت البنوك المركزية أكثر من 1000 طن من الذهب سنويًا على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، وهو ما يعادل أكثر من ضعف المتوسط السنوي (400–500 طن) خلال العقد السابق.
توترات تجارية وأمنية
كما أشارت الدراسة إلى أن 59% من البنوك المركزية ترى أن التوترات التجارية ومخاطر الرسوم الجمركية تؤثر على قراراتها المتعلقة باحتياطيات النقد الأجنبي، وتبرز هذه المخاوف بشكل أكبر بين البنوك المركزية في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية بنسبة 69%، مقارنة بـ40% فقط في الدول المتقدمة.