صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومه على رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مهددًا بالسماح بمقاضاته على خلفية ما وصفه بسوء إدارة مشروع تجديد مقرات الفيدرالي، والذي بلغت تكلفته نحو 3 مليارات دولار بدلًا من التقديرات الأولية البالغة 50 مليون دولار.
في منشور على منصة “تروث سوشيال”، وصف ترامب باول بأنه “متأخر دائمًا”، مضيفًا: “الضرر الذي ألحقه بسبب تأخره المستمر لا يُقدر بثمن. الاقتصاد قوي جدًا لدرجة أننا تجاوزنا باول ومجلسه المتقاعس”.
خلاف علني أمام الإعلام
التوتر بين الطرفين ظهر علنًا في يوليو الماضي أثناء زيارة أحد مواقع التجديد، حين شكك باول في تصريحات ترامب حول تجاوزات التكلفة، موضحًا أن الأرقام التي أوردها الأخير تضمنت مبنى ثالث أُنشئ قبل خمس سنوات.
ترامب استغل المناسبة لتجديد دعوته لخفض أسعار الفائدة، مؤكدًا أن المعدلات يجب أن تكون أقل بثلاث نقاط مئوية لتتراوح بين 1.25% و1.50%، وهو ما يراه ضروريًا لدعم النمو الاقتصادي.
انعكاسات على الأسواق واستقلالية السياسة النقدية
باول أشار في شهادة أمام الكونجرس في يونيو إلى أن الفيدرالي كان سيخفض الفائدة بالفعل هذا العام لولا الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب، والتي يرى محللون أنها تهدد بتحفيز التضخم وتعقيد مسار “الهبوط الناعم” للاقتصاد.
المحللة إيبك أوزكارديشكايا من بنك Swissquote وصفت استقلالية الفيدرالي بأنها “قوته الخارقة”، محذرة من أن أي ضربة لهذه الاستقلالية قد تُفقد البنك المركزي قدرته على دعم الأسواق المالية المضطربة عبر شراء السندات، ما سيؤثر سلبًا على الدولار وعوائد الخزانة.
أما مايكل براون، كبير محللي الأسواق في Pepperstone، فشبّه الوضع بتركيا بعد فقدان بنكها المركزي استقلاليته، معتبرًا أن مثل هذا السيناريو في الولايات المتحدة سيؤدي إلى عزوف المستثمرين الدوليين عن الدولار لصالح الذهب كملاذ آمن.
الذهب في بؤرة الاهتمام
المحللون يرون أن الصراع بين البيت الأبيض والفيدرالي يضاف إلى قائمة العوامل الداعمة لارتفاع أسعار الذهب، خاصة في ظل المخاوف الجيوسياسية وضعف الثقة بالدولار كعملة احتياطية عالمية.
نعيم أسلم، الرئيس التنفيذي للاستثمار في Zaye Capital Markets، أكد أن “أي تصعيد سياسي إضافي سيزيد من تقلبات الأسواق، والذهب سيبقى الخيار الأمثل للتحوط في هذه الظروف”.
ويتوقع بعض المحللين أن تقوم البنوك المركزية حول العالم برفع احتياطاتها من الذهب بمقدار 1000 طن إضافية هذا العام، لتواصل بذلك الاتجاه الصعودي للطلب الرسمي على المعدن النفيس للعام الثالث على التوالي.