سجلت صناديق الاستثمار العالمية المدعومة بالذهب خامس شهر على التوالي من التدفقات الإيجابية خلال أكتوبر 2025، مدعومةً بالطلب القوي من المستثمرين في الولايات المتحدة وآسيا، في مقابل عمليات خروج حادة من الصناديق الأوروبية، وفقاً لأحدث بيانات مجلس الذهب العالمي.
ورغم التراجع النسبي في أسعار الذهب بنهاية الشهر، واصل المستثمرون العالميون ضخ السيولة في الأصول الذهبية، بحثاً عن ملاذ آمن يحمي من تقلبات الأسواق وتراجع عائدات السندات.
أداء عالمي قوي رغم التباينات الإقليمية
بلغت صافي التدفقات العالمية لصناديق الذهب المدرجة (ETFs) خلال أكتوبر نحو 8.2 مليار دولار، لتصل إجمالي الأصول المدارة إلى 503 مليارات دولار، وهو أعلى مستوى تاريخي مسجل حتى الآن.
كما ارتفعت الكميات المحتفظ بها من الذهب بنسبة 1% إلى 3,893 طنًا، في وقت قفز فيه متوسط التداول اليومي للذهب عالميًا إلى 561 مليار دولار، بزيادة 45% على أساس شهري.
أمريكا الشمالية تقود التدفقات
استحوذت الولايات المتحدة وكندا على النصيب الأكبر من التدفقات، بإجمالي 6.5 مليار دولار خلال أكتوبر، لتواصل المنطقة موجة شراء متواصلة منذ خمسة أشهر.
وأشار التقرير إلى أن الذهب سجّل في 20 أكتوبر الخمسين من قممه التاريخية خلال 2025 قبل أن يتراجع بنسبة 5% في اليوم التالي، لكن المستثمرين لم يتجهوا للبيع بل عززوا مراكزهم، ما يعكس ثقة مؤسسية عالية واستمرار الطلب الاستراتيجي على المعدن النفيس.
ويرى التقرير أن تزايد المخاطر الجيوسياسية وضعف عائد السندات الأمريكية واستمرار تقييمات الأسهم المرتفعة كانت من أبرز العوامل الداعمة للطلب على الذهب في أمريكا الشمالية.
أوروبا تسجل ثاني أكبر خروج في تاريخها
على النقيض، شهدت صناديق الذهب الأوروبية موجة بيع قوية بلغت 4.5 مليار دولار في أكتوبر، في ثاني أكبر خروج شهري في تاريخ المنطقة.
وسجلت المملكة المتحدة النصيب الأكبر من عمليات الخروج (3.5 مليار دولار)، تلتها ألمانيا (1.1 مليار دولار)، في حين ظلت سويسرا الوحيدة التي حققت تدفقات إيجابية طفيفة.
ويرجع التقرير هذه الموجة إلى عمليات إعادة توازن المحافظ الاستثمارية وجني الأرباح بعد الارتفاعات القياسية التي سبقت منتصف الشهر.
آسيا تواصل الصعود القوي
سجلت الأسواق الآسيوية ثاني أقوى شهر في تاريخها بتدفقات بلغت 6.1 مليار دولار، بفضل الطلب الكبير في الصين التي أضافت وحدها 4.5 مليار دولار.
ويرى التقرير أن التوترات التجارية المتجددة مع الولايات المتحدة وتباطؤ النمو الاقتصادي في الربع الثالث من العام عززا الطلب المحلي على الذهب كملاذ آمن.
كما واصلت اليابان والهند تسجيل تدفقات إيجابية، فيما حققت أستراليا صافي تدفقات قدره 203 ملايين دولار، بينما شهدت جنوب إفريقيا خروجًا محدودًا بلغ 118 مليون دولار.
ارتفاع قياسي في التداولات العالمية
قفزت أحجام التداول اليومية للذهب إلى 561 مليار دولار، بزيادة 45% عن سبتمبر، وهي أعلى قيمة مسجلة في عام 2025.
وجاءت تفاصيل الأداء كالتالي:
-
تداولات البورصات (مثل COMEX وشنغهاي): +59% إلى 300 مليار دولار يوميًا.
-
التداولات خارج البورصات (OTC): +28% إلى 245 مليار دولار يوميًا.
-
تداولات صناديق الذهب المدرجة (ETFs): تضاعفت إلى 17 مليار دولار يوميًا، 75% منها في السوق الأمريكية.
وبالكميات، ارتفع متوسط التداول اليومي إلى 4,287 طنًا، بزيادة 31% عن سبتمبر، مقتربًا من الرقم القياسي المسجل في أبريل الماضي.
خريطة التدفقات حسب المناطق (حتى 31 أكتوبر 2025):
| الإقليم | صافي التدفقات | الحيازات (طن) | نسبة التغير |
|---|---|---|---|
| أمريكا الشمالية | +6.5 مليار دولار | 2,043 طنًا | +2.4% |
| أوروبا | -4.5 مليار دولار | 1,399 طنًا | -2.6% |
| آسيا | +6.1 مليار دولار | 379 طنًا | +13.4% |
| باقي المناطق | +0.06 مليار دولار | 72 طنًا | +0.5% |
| الإجمالي العالمي | +8.2 مليار دولار | 3,893 طنًا | +1.4% |
يؤكد تقرير مجلس الذهب العالمي أن الذهب ما زال يحتفظ بدوره المركزي في محافظ الاستثمار العالمية، رغم موجات جني الأرباح في أوروبا.
ويرى التقرير أن تنامي المخاطر السياسية، وضعف العملات الرئيسية، وتراجع عوائد السندات كلها عوامل ساهمت في تعزيز مكانة الذهب كملاذ آمن، مع توقع استمرار التدفقات الإيجابية حتى نهاية العام.
تتجه صناديق الذهب العالمية إلى تسجيل أقوى عام في تاريخها من حيث التدفقات والسيولة، مدعومةً بالطلب القوي في آسيا وأمريكا الشمالية، وبمستويات تداول قياسية غير مسبوقة.
ورغم تراجع الأسعار في بعض الفترات، فإن ثقة المستثمرين بالذهب كأصل استراتيجي تبقى العامل الأبرز في المشهد المالي العالمي لعام 2025.















































































