من المتوقع أن يواصل سوق الذهب ارتفاعه القياسي؛ ومع ذلك، ينبغي على المستثمرين تخفيف توقعاتهم، حيث يتوقع محللون في البنك الدولي ارتفاع الأسعار بنسبة 5% فقط في عام 2026، وهو ما يتناقض بشكل حاد مع ارتفاع الأسعار بنسبة 50% هذا العام.
في توقعاته المُحدّثة للسلع الأساسية، يتوقع البنك الدولي أن يبلغ متوسط أسعار الذهب حوالي 3575 دولارًا للأونصة في عام 2026. كما تتوقع المنظمة الدولية للتنمية أن يبلغ متوسط أسعار الفضة 41 دولارًا للأونصة العام المقبل، بزيادة قدرها 7.9% عن متوسط الأسعار الحالية.
ومع ذلك، قد يتوقف ارتفاع أسعار الذهب والفضة بحلول عام 2027. ويتوقع البنك الدولي أن يبلغ متوسط أسعار الذهب حوالي 3375 دولارًا للأونصة ذلك العام، بانخفاض يزيد عن 5% عن عام 2026. ومن المتوقع أن يبلغ متوسط أسعار الفضة حوالي 37 دولارًا للأونصة، بانخفاض يقارب 10%.
قال المحللون: “كان الارتفاع في الأشهر الأخيرة مدفوعًا بشكل كبير بالطلب الاستثماري، مدعومًا بمزيج من التوترات الجيوسياسية، ومخاوف الاقتصاد الكلي، وتزايد حالة عدم اليقين بشأن السياسات، مدعومًا بضعف الدولار الأمريكي وتيسير السياسة النقدية الأمريكية مؤخرًا”. وأضافوا: “من المتوقع أن ترتفع أسعار الذهب بنسبة 42% في عام 2025 (على أساس سنوي). وقد حدثت آخر زيادة كبيرة في عامي 1979-1980، عندما تضاعفت أسعار الذهب تقريبًا وسط ارتفاع التضخم الأمريكي، وصدمات أسعار النفط، وضعف الدولار، والاضطرابات الجيوسياسية. وقد تزامن ارتفاع الذهب الحالي مرة أخرى مع تصاعد التوترات الجيوسياسية وضعف الدولار، ولكن على عكس عامي 1979-1980، كانت ضغوط التضخم واضطرابات سوق الطاقة أقل حدة. وبدلاً من ذلك، كانت السمة المميزة الرئيسية هي الوتيرة غير المسبوقة لمشتريات البنوك المركزية”.
في حين أن الذهب قد يواجه بعض ضغوط البيع في عام 2027، لا يزال البنك الدولي يتوقع أن يُرسي السوق مستوى أساسيًا مرتفعًا.
قال المحللون: “على الرغم من الاعتدال المتوقع، من المتوقع أن تظل الأسعار أعلى بأكثر من 180% من متوسطها للفترة 2015-2019 في عام 2026”.
ويشعر البنك الدولي بتفاؤل أكبر بشأن الفضة العام المقبل، حيث يواصل كل من الطلب الاستثماري والصناعي دفع الأسعار.
وأضاف البنك الدولي: “من المتوقع أن يستمر الطلب على الفضة في النمو بثبات، مما يعكس دورها المزدوج كملاذ آمن ومدخل أساسي في القطاعات سريعة النمو مثل الطاقة المتجددة وإنتاج أشباه الموصلات”.
وفي حين يُبقي البنك الدولي على توقعاته الحذرة، أشار المحللون إلى وجود مخاطر إيجابية لتوقعاتهم.
وأضافوا: “على الرغم من أن التوترات الجيوسياسية وعدم اليقين السياسي قد خفت حدتهما في الأشهر الأخيرة، فإن أي تصعيد متجدد – من خلال الاحتكاكات التجارية، أو زيادة التعريفات الجمركية، أو تفاقم الصراعات – قد يُحفز تدفقات إضافية من الملاذات الآمنة، مما يدفع أسعار الذهب والفضة إلى مستويات أعلى من التوقعات الحالية. كما أن التقلبات المالية غير المتوقعة قد تدفع أسعار المعادن الثمينة إلى الارتفاع”.
من ناحية أخرى، حذر المحللون من أن تخفيف التوترات الجيوسياسية والسياسات النقدية المتشددة قد يؤثر سلباً على الطلب على الذهب والفضة كملاذ آمن وعلى الاستثمار.













































































