شهد سوق الذهب المصري خلال السنوات الأخيرة تحولًا ملحوظًا، مع وصول أسعار المعدن النفيس إلى مستويات قياسية، ما دفع المصانع والتجار إلى ابتكار حلول جديدة لتلبية احتياجات المواطنين، خاصة الشباب المقبلين على الزواج، وتقليل الأعباء المالية عليهم. ومع تراجع القوة الشرائية، أصبحت “الشبكة” – جزء أساسي من تقاليد الزواج في مصر – تشكل تحديًا كبيرًا، ما دفع خبراء السوق إلى تطوير منتجات غير تقليدية تضمن استمرار هذا التقليد الاجتماعي الهام.
وفي تصريحات خاصة لـ ” عيار 24″، أكد سامح عبد الحكيم، أحد تجار الذهب، أن المنتج المصري أصبح قادرًا على منافسة المنتج الأجنبي بفعالية، بعد تطوير معادلة تجمع بين المتانة والشكل الجذاب والتكلفة المعقولة.
ذهب خفيف الوزن ومتانة عالية
أوضح عبد الحكيم أن شراء الشبكة لم يعد مستحيلاً حتى مع الميزانيات المحدودة، ففي السابق، كان أقل وزن مقبول للشبكة يتطلب مبالغ ضخمة، لكن المصانع المصرية بدأت في تطوير منتجاتها لتناسب مختلف الميزانيات.
وقال: “اليوم يمكن للشاب شراء شبكة بميزانية تبدأ من 10 إلى 15 ألف جنيه، مع دبلة وزن جرام واحد ومحبس وزن جرام وربع، وهي قطع تتميز بالمتانة والشكل الجذاب.”
وأضاف أن المصانع توفر أيضًا طقمًا مصريًا متكاملًا يشمل أنسيال وكوليه ودبلة ومحبس بوزن إجمالي لا يتجاوز 6 جرامات، مع الالتزام بالجودة والمتانة.
ضغوط اجتماعية وصراع المظاهر
لم تقتصر التحديات على الجانب الاقتصادي، بل امتدت لتشمل الضغوط الاجتماعية على العريس والعروس.
وأشار عبد الحكيم إلى أن “العروس غالبًا تتعرض لضغوط من صديقاتها أو أقاربها لاختيار القطع الأثقل والأغلى، متجاهلين ميزانية العريس المتفق عليها”.
كما لفت إلى ظاهرة اللجوء إلى قطع مطلية أو إكسسوارات ضمن الشبكة لإرضاء العائلة، وهو ما يتيح الحفاظ على المظهر دون تحمل تكلفة الذهب الحقيقي بالكامل.
المنافسة مع المنتج الأجنبي
أوضح عبد الحكيم أن الصناعة المصرية أصبحت تنافس بقوة المنتج الأجنبي، لا سيما الإيطالي، بفضل التطور التكنولوجي واحتكاك المصانع بالمعارض العالمية.
وقال: “التكنولوجيا الحديثة سمحت بإنتاج قطع خفيفة الوزن بجودة عالية، وهو ما جعل المنتج المحلي الخيار الأنسب والأكثر تنافسية، خاصة مع ارتفاع تكلفة استيراد الذهب المصنع من الخارج.”
وأشار أيضًا إلى مشاركة المصانع المصرية في المعارض الدولية، وتلقي منتجاتها إقبالًا كبيرًا بفضل التصميم الدقيق والجودة العالية.
حلول مبتكرة لأزمة الأحجار (الفصوص)
تناولت الصناعة المصرية أزمة الفصوص في المشغولات الذهبية، حيث كانت بعض الشركات الكبرى تسترد القطع بالأحجار عند البيع، ما يمثل عبئًا مع ارتفاع أسعار الذهب.
وللتغلب على هذه المشكلة، أطلقت بعض الشركات “ماركة الشمس”، وهي علامة على القطعة تشير إلى أن نسبة الأحجار المركبة لا تتجاوز 1-2%، مع تخفيض المصنعية إلى النصف تقريبًا، ما يحقق توازنًا بين حماية التاجر ورضا العميل.
نصيحة للعروسين
واختتم عبد الحكيم حديثه بنصيحة واضحة للعروسين: “لا تخافوا، كونوا صريحين بشأن ميزانيتكم، وركزوا على الجوهر وليس المظهر، الصناعة المصرية تقدم اليوم حلولًا لكل الميزانيات، مع منتجات تنافس الأجنبي وتلبي طموحات العرائس والعروسين.”
















































































