مع قرار الفيدرالي الأمريكي رفع اسعار الفائدة … هل نستثمر في الذهب؟
يتعرض الذهب خلال الفترة الحالية لعوامل ديناميكية متباينة، تضغط عليه فى اتجاهين مختلفين، قد لا تحدد اتجاهه بصورة واضحة.
فإما أن تتعرض أسعار الذهب، مع رفع الفيدرالى الأمريكي لأسعار الفائدة الشهر المقبل، ضمن واحدة من 3 مرات مقرر تطبيقها.
لكن مؤشرات صعود الذهب قد تكون الأكبر، وخاصة على المستوى المحلي، لعدة عوامل، من بينها أن رفع أسعار الفائدة على الدولار، سيضغط على الأسواق الناشئة ومنها مصر نتيجة خروج رؤوس الأموال الساخنة، وانسحاب المسثتمرون من بورصاتها وسنداتها، ما يؤدى بالتبعية إلى تراجع فى الاحتياطي الأجنبى ونقص فى السيولة، وبالتالى قد يحدث تراجع للجنيه أمام الدولار.
إن تراجع أسعار الذهب بالبورصة العالمية مع رفع أسعار الفائدة سيكون تأثيره محدودًا على أسعار الذهب على المستوى المحلي، في حالة تراجع الجنيه أمام الدولار، وارتفاع معدلات التضخم، وبالتالي قد يعوض الارتفاع المحلي جزءًا من التراجع العالمي.
كما أن ارتفاع الأسعار قد يدفع المتعاملين إلى الاستثمار فى الذهب لحفظ قيمة أموالهم لمواجهة التضخم المحتمل بالأسواق.
في حين يدعم فرصة الذهب في الصعود، معدلات التضخم الغير مسبوقة التى يشهدها العالم مؤخرًا بفعل تداعيات جائحة كورونا، ما يدفع المستثمرين للتوجه للذهب كأداة للتحوط كأحد الملاذات الآمنة، وبالتالي ترتفع الأسعار في إطار قوانين العرض والطلب.
كما يستفيد الذهب من الأحداث الجوسياسية، وما يعزز من فرص صعوده أو على الأقل استقراره، الأزمة الروسية الاوكرانية، والتى ستدفع الدول لتعزيز احتياطاتها من الذهب، للحفاظ على مقدرتها للأزمات المحتملة في حالة وقوع اجتياح روسيا للحدود الأوكرانية.
إن أي هجوم روسي على أوكرانيا سوف يدفع بالذهب بمستويات لم يصل إليها من قبل، وقد تتجاوز الأوقية مستوى 2000 دولار، ما يصعد بجرام الذهب عيار 21 والأكثر تداولًا بالسوق المحلي، إلى تجاوز قيمة 1000 جنيه على الأقل.
وتعد العلاقة بين الدولار والذهب علاقة عكسية، إذ يستفيد الذهب من تراجع الدولار، ومن المحتمل تعرض الدولار لحالة من التدهور خلال الفترة المقبلة، فى ظل تكوين تحالف جديدة بين روسيا والصين على المستوى السياسي والاقتصادي، يسعى لتقليص هيمنة الدولار الأمريكي على تعاملاتهما، إذ أعلنت روسيا التخلص من الاحتياطيات الدولارية وزيادة استثماراتها باليورو وتعزيز احتياطاتها من الذهب، إن التقارب الصيني الروسي للتخلي عن الدولار سيؤدي لتعزيز كل منهما احتياطي الذهب خلال الفترة المقبلة، وهي السياسة التى تتبعها الدولتان منذ فترة، فهما أكثر من رفع احتياطهما من الذهب خلال الفترات الماضية.
وكذلك توجه ايران لاتفاقيات “المقايضة في السلع” بينها وبين باكستان، والصين، للتغلب على العقوبات الأمريكية المفروضة عليها.
إن ضغط رفع أسعار الفائدة على أسعار الذهب على المستوى العالمي، فقد يكون تأثيره على أسعار الذهب محليًا، محدودًا في حالة تراجع الجنيه أمام الدولار، وزيادة الطلب المحلي في ظل موجة من التضخم وارتفاع للأسعار غير مسبوق، بالإضافة لتوقعات بفقد الدولار هيمنته على الاحتياطات العالمية، مع ظهور تحالفات بدأت فعليًا خطوات التخلي عنه.