واصلت أسعار الذهب بالأسواق المحلية تراجعها خلال تعاملات اليوم الإثنين، في حين تراجعت الأوقية بالبورصة العالمية، بفعل ارتفاع الدولار، وترقب المستثمرين، صدور بيانات مؤشر التضخم الأمريكي، يوم الخميس المقبل، للحصول على دلالات حول مصير أسعار الفائدة خلال الفترة المقبلة.
قال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب تراجعت بالأسواق المحلية بنحو 150 جنيهًا خلال تعاملات اليوم، ومقارنة بختام تعاملات يوم السبت الماضي، ليسجل سعر جرام الذهب عيار 21 مستوى 2900 جنيه، في حين تراجعت الأوقية بنحو 4 دولارات، لتسجل 2031 دولارًا.
وأضاف، إمبابي، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 3314 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 2486 جنيهًا، فيمَا سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 1934 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 23200 جنيه.
وكانت أسعار الذهب قد تراجعت بنسبة 14.6 % ، وبقيمة 520 جنيهًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 3570 جنيهًا، واختتمت التعاملات عند مستوى 3050 جنيهًا، في حين ارتفعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية بنسبة 1.1 %، وبقيمة 22 دولارًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتحت الأوقية التعاملات عند مستوى 2013 دولارًا، واختتمت التعاملات عند مستوى 2035 دولارًا.
وشهدت أسعار الذهب بالأسواق المحلية موجة من التراجع عقب تراجع الدولار بالسوق السوداء، بعد الإعلان عن صفقة تنمية مدينة رأس الحكمة، والتي تعد أكبر صفقة استثمارية مباشرة في تاريخ مصر،، حيث تبلغ قيمتها نحو تبلغ 35 مليار دولار منها 24 مليار دولار سيولة نقدية من الإمارات بجانب 11 مليار دولار ودائع إماراتية لدى البنك المركزي سيتم تحويلها إلى استثمارات.
وأوضح، إمبابي، أن صفقة رأس الحكمة تعد خطوة في طريق ضبط أسعار الصرف، وتراجع الأسعار، بعد نحو عاميين من عدم الاستقرار عقب قرار الفيدرالي الأمريكي رفع أسعار الفائدة في مارس 2022، والذي تبعه خروج الأموال الساخنة من البنوك المحلية، وخفض الجنيه أمام الدولار.
وخفضت مصر سعر صرف الجنيه 3 مرات منذ مارس 2022، من متوسط 15.7 أمام الدولار الواحد، إلى مستويات 19.7 جنيه للدولار بتراجع 25%، وتم خفض الجنيه من مستويات 19.7 جنيه للدولار إلى مستويات 24.7 جنيه للدولار بتراجع 25.4% في أكتوبر 2022، وتقرر خفض الجنيه من مستويات 24.7 جنيه للدولار إلى مستويات 32 جنيها للدولار بتراجع 30%، في يناير 2023.
وأضاف، إمبابي، أن أسعار الذهب قد تشهد مزيدًا من التراجع بالأسواق المحلية، مع استمرار ضخ الدولة لسيولة دولارية، لاسيما مع وجود تسريبات حول عقد اتفاقات مماثلة مع الجانب السعودي والقطري، فيما يخص تنمية مدينة رأس جميلة، وريفيرا العلمين الجديدة، ما يسهم في تعزيز قدرة الدولة في القضاء على السوق الموازي، وضبط سوق الصرف.
وعقب توقيع صفقة رأس الحكمة تراجعت العقود الآجلة للجنيه غير القابلة للتسليم لأجل 12 شهراً، لتسجل نحو 57 جنيهاً للدولار مقابل 65 جنيهًا، وبنسبة هبوط 14.5% من ذروتها نهاية يناير الماضي عند 66.7 جنيه.
وأشار، إمبابي، إلى أن الأسواق شهدت حركة شراء قوية مع تراجع أسعار الذهب، على الرغم من عدم الاستقرار، وذلك بعد أن عززت الأرباح التي حققها الذهب على مدار السنوات الماضية، ما دفع الناس للتوجه للذهب للاستثمار والتحوط، وحركة البيع الآن بغرض جنى الأرباح، من المواطنين الذين اشتروا في مستويات منخفضة.
وأضاف، إمبابي، أن استقرار الأسواق يحتاج بعض الوقت، ومن ثم يجب احتفاظ المواطنين بما لديهم من مدخراتهم، لحين استقرار الأوضاع، لاسيما مع وجود توقعات تعزز من ارتفاع الأسعار بالبورصة العالمية خلال العام الجاري، لعدة عوامل من بينها التوقعات لخفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، وتزايد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، وارتفاع الطلب من البنوك المركزية على الذهب للتحوط وتعظيم حجم احتياطاتها.
وفي سياق متصل، تترقب الأسواق العالمية بيانات الناتج المحلي الإجمالي عن الربع الرابع بالأسواق الأمريكية، والمقرر صدوره يوم الأربعاء المقبل، بجانب صدور مؤشر أسعار الإنفاق على الاستهلاك الشخصي، والذي يعد مقياس التضخم المفضل لبنك الفيدرالي الأمريكي، يوم الخميس المقبل، وذلك للحصول على دلالات حول توجهات السياسة النقدية للفيدرالي الأمريكي خلال الفترة المقبلة.