لم تتخل شركة إنتاج الذهب الأسترالية “بيرسيوس ماينينج” (Perseus Mining) عن خطة طويلة الأجل للتعدين في السودان الذي مزقته الحرب، حتى في الوقت الذي تسعى فيه وراء إبرام صفقات أخرى عبر كافة أنحاء أفريقيا للحفاظ على إنتاجها.
أوقفت ثالث أكبر شركة تعدين ذهب مدرجة بالبورصة في أستراليا من حيث القيمة السوقية قرارًا استثماريًا نهائياً لبناء منجم في البلد الذي مزقته حرب أهلية معقدة. لكن “بيرسيوس” ما زالت تتطلع إلى مستقبل محتمل بعد انتهاء الصراع هناك، وتستعد لمنح عقد تنقيب جديد لأصولها بمشروع “رمال مياس”، وهو بعيد للغاية عن مناطق القتال.
أوضح الرئيس التنفيذي جيف كوارترمين خلال مقابلة أن “السودان لن يكون فرصة ضائعة بالنسبة لشركتنا على الإطلاق، ونطوير هذا المشروع وهذه هي الخطة التي نعمل عليها”.
تعد “بيرسيوس” من بين شركات تعدين الذهب التي تبحث عن أصول جديدة مع انتهاء صلاحية عقود استغلال أصولها الحالية، في ظل بلوغ أسعار سبائك الذهب لمستويات قياسية. تتمتع الشركة بمليار دولار نقدًا وديون غير مستغلة لتمويل الاستثمارات، وفق رئيسها التنفيذي. تحاول الاستحواذ على مشروع نيانزا في تنزانيا عن طريق تقديم عرض للشركة المالكة له “أور كورب” (OreCorp)، وتدرس ما إذا كانت ستنضم إلى المنافسة على الاستحواذ على منجم أكيم في غانا الذي طرحته للبيع شركة “نيومونت
دخلت “بيرسيوس” في اتفاقية مع شركة عجلان وإخوانه، وهي شركة سعودية متعددة الأنشطة ذات ملكية محدودة، الشهر الماضي للمشاركة في الاستثمار في مشروعات للتنقيب في المملكة وفي دول أفريقية من بينها السودان، إضافةً إلى الجزائر وإريتريا وإثيوبيا ومصر.
اختتم كوارترمين: “من خلال وجود شركة سعودية مؤثرة شريكة لنا، فقد يمنحنا ذلك استقرارًا جيوسياسيًا بدرجة أكبر، إذا جاز التعبير، في الأماكن التي نتطلع إلى استكشافها”.