تتمتع الصين بعادات وتقاليد ترتبط بشراء الذهب، ومن بينها عطلة رأس السنة القمرية، ومن ثم ارتفعت مبيعات التجزئة لذروتها، ودفعت أسعار الذهب للصعود عالميًا لتلامس أعلى مستوياتها على الإطلاق.
سجلت أسعار الذهب العالمية ارتفاعات قياسية جديدة أمس الاثنين، 20 من مايو الجاري، حيث ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية لأعلى مستوى لها على الإطلاق عند 2451 دولارًا.
ما يبرهن أن الصين قادت الطلب على الذهب وتسببت في ارتفاع الأسعار، هو ارتفاع حجم التدفقات الخارجة من الصناديق المتداولة في بورصة الذهب والمدعومة بالذهب الفعلي وتجاوز صافي التدفقات الخارجة 113 طنا في الربع الأول، وفقا لمجلس الذهب العالمي، وهو ما يمثل الربع الثامن على التوالي من التدفقات الخارجة. وفي أبريل، قادت الصناديق المدرجة في المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا التدفقات الخارجة.
وفي بورصة شنجهاي بالصين، يزيد سعر الذهب في التعاملات الفورية بنحو 85 دولارًا للأوقية، مقارنة بالسعر القياسي في بورصة لندن، إن العلاوة ليست غير عادية خلال موسم الذروة للذهب قبل عطلة العام القمري الجديد.
ويستحوذ الطلب بغرض التحوط ضد التضخم على حصة كبيرة من الطلب المرتفع في الصين، فارتفاع المخاطر الجيوسياسية يجعل أصول الملاذ الآمن مثل الذهب أكثر جاذبية، ولكن الآن يُنظر إلى الذهب أيضاً باعتباره وسيلة للتحوط ضد التكهنات المتزايدة بشأن احتمال خفض قيمة العملة الصينية ” الرنمينبي “، وانخفضت قيمة الرنمينبي بنحو 2 % مقابل الدولار الأمريكي هذا العام.
ومن المرجح أن يكون بعض المشترين الصينيين قد حصلوا على الطمأنينة من المشتريات المكثفة للبنك المركزي، وكان البنك المركزي الصيني أكبر مشتري بين نظرائه العالميين خلال العام الماضي، وكانت إضافتها البالغة 225 طنًا إلى احتياطياتها من الذهب العام الماضي هي الأعلى على الإطلاق منذ عام 1977 على الأقل.
وحتى عند مستويات الأسعار المرتفعة اليوم، فإن حماس المشترين الصينيين يمثل دعمًا كافيًا لأسعار الذهب في الأشهر المقبلة، ومع تزايد حالة عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي العالمي، ينبغي أن ينمو الطلب على الملاذات الآمنة.