في أزقة سوق الصاغة القديم المتفرع من خان الخليلي، يحكي الحرفيون قصة شهيرة تناقلوها عبر الأجيال، عن خاتم مهيب نُقش عليه اسم السلطان المملوكي الأشرف قايتباي، وكان قطعة نادرة تحمل سرًّا غامضًا.
البداية: السلطان والمجوهرات
في أواخر القرن الخامس عشر، كان السلطان قايتباي من أعظم سلاطين المماليك، وقد عرف عنه عشقه للحُلي المنقوشة يدويًا، فكان يُشرف بنفسه على اختيار النقوش والزخارف الإسلامية على مجوهراته، خاصة الخواتم السلطانية التي تحمل اسمه كختم رسمي.
وكان له خاتم مميز من الذهب الخالص، مرصّع بحجر ياقوت دموي، نُقش عليه:
“العزّ لله… السلطان الأشرف قايتباي، ناصر الحق”
هذا الخاتم لم يكن مجرد زينة، بل ختمًا رسميًا تُختم به الأوامر السلطانية، ويُقال إنه كان يُعتقد أن من يملكه بعد موته سيكون له حظ ونفوذ.
سر الاختفاء
بعد وفاة قايتباي، اختفى الخاتم من القصر السلطاني في ظروف غامضة. وقيل إن أحد خدّام القصر سرقه وهرب به إلى الصاغة، حيث خبأه في ورشة صغيرة داخل السوق، خوفًا من أن يُقبض عليه. ومع الوقت، نُسي الخاتم… وتحول إلى مجرد أسطورة بين أروقة السوق.
الظهور الغامض
في ثلاثينيات القرن العشرين، دخل أحد تجار التحف الفرنسيين إلى سوق الصاغة يبحث عن قطع نادرة. وفي أحد محلات الورثة، عثر على خاتم مميز جدًا، وقال إن النقوش تشبه تلك التي رآها في مخطوطات تعود للعصر المملوكي.
أثار الأمر ضجة وقتها، وتم التواصل مع دار الآثار الإسلامية، التي رجّحت بنسبة كبيرة أن الخاتم يعود فعلًا للسلطان قايتباي!
لكن المفاجأة أن التاجر الفرنسي اختفى بالخاتم فجأة، أثناء تحضيره لشحنه إلى الخارج… ولم يُعثر عليه حتى اليوم.