سجّل الذهب مكاسب قوية هذا الأسبوع، ليُنهي تداولاته على ارتفاع بنحو 4.5%، مدعومًا بتزايد الطلب على الأصول الآمنة وسط مخاوف متصاعدة بشأن موثوقية الدولار الأمريكي وأدوات الدين الحكومية، في مقدمتها سندات الخزانة.
جاء هذا الزخم الإيجابي عقب خفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة من قبل وكالة “موديز” نهاية الأسبوع الماضي، الأمر الذي دفع الذهب لمستوى 3358 دولارًا، محققًا بذلك أفضل أداء أسبوعي له منذ فترة.
كما تعزز الطلب على الذهب في منتصف الأسبوع، عقب نتائج مخيبة لمزاد سندات الخزانة لأجل 20 عامًا، مما أدى إلى ارتفاع حاد في العوائد، خاصة على السندات لأجل 30 عامًا التي تجاوزت عوائدها 5%، الأمر الذي زاد من اضطراب منحنى العائد.
في الوقت ذاته، يُظهر ضعف الدولار الأمريكي حجم التراجع في الثقة، حيث أنهى المؤشر تداولاته عند أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع، متراجعًا إلى مستوى 99 نقطة.
وقال كريس ويستون، رئيس الأبحاث في “Pepperstone”، إن المخاوف بشأن العجز المستقبلي وارتفاع تكاليف الاقتراض وتزايد إصدار السندات دفعت المستثمرين إلى تجنب الدولار والأسهم الأمريكية، واللجوء بدلًا من ذلك إلى الذهب وبيتكوين.
وأضاف أن تركيز الأسواق سيظل موجهًا الأسبوع المقبل إلى منحنى العائد الأمريكي، إلى جانب ترقب نتائج مزادات سندات لأجل عامين وخمسة وسبعة أعوام، فضلًا عن بيانات التضخم المفضلة للفيدرالي (مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي ).
وعلى صعيد آخر، يواجه سوق السندات اليابانية بدوره ضغوطًا مشابهة، مع ارتفاع العوائد هناك، مما يهدد بانعكاسات سلبية على التجارة القائمة على فروق الفائدة (الين كعملة تمويل)، وهو ما قد يؤدي إلى أزمة سيولة عالمية.
ورغم هذه المكاسب، يحذّر بعض المحللين من أن الزخم الصعودي للذهب قد يفقد زخمه في حال استقرت عوائد السندات طويلة الأجل دون مستويات مرتفعة إضافية.
وتوقّع هان تان، كبير المحللين في “FXTM”، أن يتحرك الذهب هذا الأسبوع بناءً على تطورات سياسية وتجارية، بالإضافة إلى دلالات تصدر من محضر اجتماع الفيدرالي وبيانات التضخم المرتقبة.
وأشار إلى إمكانية كسر الذهب لنطاق 3000–3500 دولار إذا أبدى الاحتياطي الفيدرالي استعدادًا أكبر لخفض الفائدة.
من جانبه، قال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في “ساكسو بنك”، إن تجاوز الذهب لمستوى 3355 دولارًا قد يُنهي التصحيح الأخير، لكنه حذّر من أن الأسواق قد تكون بلغت “ذروة التشاؤم” بشأن السندات، مما قد يؤدي إلى موجة شراء في الأسواق الخطرة.
وفي تطور آخر لافت، أعاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوتر إلى الساحة التجارية بإعلانه نيته رفع الرسوم الجمركية على الواردات الأوروبية إلى 50% بحلول يونيو، وهو ما اعتبره هانسن داعمًا جديدًا للذهب.
وفي هذا الإطار، حذّر ديفيد موريسون، المحلل في “Trade Nation”، من أن ضعف الدولار قد يظل داعمًا للذهب، لكنه نبه إلى احتمال حدوث تصحيح سعري، لاسيما في ظل الحياد النسبي للزخم الفني حاليًا.
وتترقب الأسواق خلال الأسبوع المقبل، طلبات السلع المعمرة الأمريكية، وثقة المستهلك الأميركي، وقرار السياسة النقدية لبنك نيوزيلندا، يوم الثلاثاء، ومحضر اجتماع الفيدرالي لشهر مايو يوم الأربعاء، وطلبات إعانة البطالة الأمريكية الأسبوعية، والناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الأول، ومبيعات المنازل المعلقة، يوم الخميس، ومؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي.