رغم التراجع الطفيف عن أعلى مستوياته التاريخية التي سجّلها الشهر الماضي، يُظهر سوق الذهب مرونة لافتة، مع حفاظ الأسعار على دعم قوي عند مستوى 3300 دولار للأوقية، ويؤكد محللون أن التصحيح الحالي يظل سطحيًا ومحدودًا، ما يعزز الثقة في استمرار الاتجاه الصاعد للمعدن الأصفر.
وفي هذا السياق، ترى “إيمارو كازانوفا”، مديرة محفظة “فان إيك” للذهب والمعادن الثمينة، أن تماسك الذهب فوق مستوى 3000 دولار يُعدّ بمثابة تأسيس قاعدة متينة لانطلاقة جديدة.
وأضافت في تقرير صدر مؤخرًا أن التراجع من ذروة 3500 دولار لا يدعو للقلق، بل يمثل “استراحة طبيعية” ضمن موجة صعود ممتدة.
الطلب الاستثماري لا يزال منخفضًا.. والفرصة قائمة
رغم المكاسب القوية التي حققها الذهب على مدار العامين الماضيين (بنسبة 27% في 2023 و25.5% منذ بداية 2024)، تشير كازانوفا إلى أن المعدن لا يزال يعاني من تجاهل نسبي من قبل الأسواق الاستثمارية العالمية، إذ لا تتجاوز حصة الذهب 1% من إجمالي الأصول المُدارة عالميًا.
وتقول كازانوفا: “عندما يعود المستثمرون بقوة إلى الذهب – وهو أمر نراه يقترب – فإن اندماج الطلب الاستثماري المتجدد مع مشتريات البنوك المركزية سيشكّل قوة دافعة هائلة للأسعار”، وتشير التقديرات إلى أن العودة إلى ذروة مقتنيات صناديق المؤشرات (ETF) كما في عام 2020 قد ترفع السعر بما يصل إلى 600 دولار إضافي للأوقية.
لذلك، توصي كازانوفا المستثمرين الجدد بتخصيص نحو 5% من محافظهم الاستثمارية للذهب، مؤكدةً أن “هذه النسبة يجب أن تُعد مركزًا استراتيجيًا طويل الأمد، لا أداة للمضاربة قصيرة الأجل”.
4000 دولار في الأفق.. و5000 في المدى البعيد
وفي تقرير منفصل، توقعت وحدة السلع في “فان إيك” وصول الذهب إلى 4000 دولار للأوقية بحلول عام 2025، مدفوعةً بعودة المستثمرين الغربيين وتزايد الإقبال على الذهب كتحوط في مواجهة الضغوط التضخمية والمخاطر الجيوسياسية.
ويرى المحللون أن الآفاق طويلة المدى للذهب تظل واعدة، متوقعين بلوغ الأسعار مستوى 5000 دولار خلال السنوات الخمس المقبلة، مع الإشارة إلى أن الذهب تفوق على العديد من فئات الأصول التقليدية خلال العقدين الماضيين.
ويختتم التقرير بالقول: “الذهب يواصل تعزيز مكانته كملاذ نقدي موثوق، مدعومًا بتراكم عوامل اقتصادية وجيوسياسية تُعزز من جاذبيته على المدى الطويل”.