قال محللون في شركة هيراوس Heraeus للمعادن الثمينة إن التوقعات بخفض أسعار الفائدة الأمريكية أعادت الزخم إلى سوق الذهب، لكن ضعف الدولار الأمريكي والمخاطر السياسية قد يكونان المحرك الأبرز للأسعار في الفترة المقبلة، في حين يبدو أن الفضة بدأت تفقد قوتها رغم الارتفاع الأخير الذي أوصلها إلى مستوى 39 دولارًا للأوقية.
واردات الهند تدعم الطلب
التقرير أوضح أن واردات الهند من الذهب ارتفعت في يوليو إلى نحو 37.5 طنًا بقيمة تقارب 4 مليارات دولار.
وأشار إلى أن النصف الأول من العام شهد واردات منخفضة نسبيًا عند 170 طنًا بسبب ارتفاع الأسعار الذي ضغط على الطلب الاستهلاكي، إلا أن موسم الأعراس المقبل دفع مصانع المشغولات إلى تكثيف المشتريات.
التضخم يتصدر أولويات الفيدرالي
المحللون لفتوا إلى أن محضر الاجتماع الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي كشف عن أن معظم الأعضاء أكثر قلقًا بشأن التضخم مقارنةً بسوق العمل، رغم تصويت عضوين لصالح خفض الفائدة.
وأضاف التقرير: “مع بقاء التضخم فوق مستوى 2%، قد يكون احتمال خفض الفائدة في اجتماع سبتمبر أقل مما يتوقعه السوق.”
وأشاروا إلى أن تدخل المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم الرئيس دونالد ترامب، لمطالبة الفيدرالي بخفض الفائدة قد يزيد من الضغوط على البنك المركزي، ما يرفع مخاطر السياسات الخاطئة ويؤثر على الدولار (بالانخفاض) والذهب (بالارتفاع).
الذهب عند مستويات مرتفعة
قفزت أسعار الذهب إلى مشارف 3,370 دولارًا للأوقية بعد تصريحات باول في جاكسون هول نهاية الأسبوع الماضي، وحافظت الأسعار على تداولها في نطاق مرتفع بداية هذا الأسبوع، حيث سجلت الأوقية 3,370.46 دولارًا بتراجع طفيف نسبته 0.02%.
الفضة تواجه رياحًا معاكسة من الصين
أما بالنسبة للفضة، فأكد التقرير أن تغييرات السياسة الحكومية في الصين قد تضغط على الطلب من قطاع الطاقة الشمسية خلال الربع الثالث، فبعد إلزام المطورين بالمشاركة في سوق الكهرباء عبر عقود Contracts-for-Difference (CfDs)، يتوقع أن تتباطأ إضافات الطاقة الشمسية إلى النصف مقارنةً بالربع الثالث من 2024.
المضاربون يقلصون مراكزهم
في أسواق العقود الآجلة، تراجع صافي المراكز الطويلة للمضاربين في الفضة بنحو 16,352 عقدًا (27%) منذ يوليو، ليصل إلى 44,268 عقدًا وهو أدنى مستوى في أربعة أشهر، وأرجع التقرير ذلك إلى قيام المتعاملين بجني الأرباح وإعادة تقييم المخاطر قبيل اجتماع الفيدرالي المقبل.
ورغم ذلك، استفادت الفضة أيضًا من تصريحات باول، حيث اختبرت المقاومة عند 39 دولارًا مرتين خلال تعاملات الإثنين، قبل أن تتراجع إلى 38.74 دولارًا للأوقية بخسارة يومية قدرها 0.31%.
الذهب يظل مدعومًا بتوقعات الفائدة وضعف الدولار، بينما تواجه الفضة مخاطر تباطؤ الطلب الصناعي في الصين إلى جانب تقليص المراكز المضاربية، وهو ما قد يحد من استمرار صعودها رغم وصولها لمستويات قرب 39 دولارًا.