تشهد صناعة الألماس العالمية واحدة من أصعب أزماتها منذ عقود، بعدما هبطت أسعار الأحجار الكريمة إلى مستويات غير مسبوقة، ما دفع شركة دي بيرز – أكبر منتج وموزع للألماس الطبيعي – إلى إعادة التفكير في استراتيجيتها.
تراجع الأسعار وفقدان البريق
وفق بيانات السوق، تراجعت أسعار الألماس الطبيعي بنحو 40% خلال السنوات الأخيرة، فيما انهارت أسعار الألماس المصنع معمليًا بنسبة تفوق 80%، مما جعل المستهلكين يقبلون بشكل متزايد على الأحجار الصناعية الأقل تكلفة، خاصة في أسواق كبرى مثل الولايات المتحدة والصين.
الألماس المصنع ينافس بقوة
الأحجار المصنعة معمليًا باتت تمثل أكثر من 20% من مبيعات الألماس عالميًا، فيما تجاوزت حصتها في خواتم الخطوبة بالولايات المتحدة 50% العام الماضي، ومع دخول سلاسل تجزئة كبرى مثل Walmart على الخط، فقد الألماس الطبيعي جزءًا من مكانته كسلعة نادرة ورمز للفخامة.
دي بيرز تعيد التموضع
أعلنت دي بيرز وقف علامتها التجارية الخاصة بالألماس الصناعي Lightbox، وأكدت أنها ستكرس جهودها لاستعادة بريق الألماس الطبيعي باعتباره حجرًا أصيلًا ونادرًا، الشركة رفعت ميزانياتها التسويقية إلى أعلى مستوى خلال عقد، في محاولة لتغيير دفة السوق.
خسائر وتحديات مالية
الشركة سجلت خسارة تشغيلية قدرها 189 مليون دولار في النصف الأول من 2025، بينما ارتفعت مخزونات الألماس غير المباعة لديها إلى نحو 2 مليار دولار، وهي الأكبر منذ أزمة 2008، هذا الضغط المالي دفع الشركة الأم أنجلو أمريكان إلى التفكير في بيع أو إعادة هيكلة أعمال دي بيرز.
المستقبل المجهول
يرى محللون أن الألماس الطبيعي قد يستعيد جزءًا من بريقه إذا نجحت الحملات التسويقية في إعادة ربطه بالندرة والفخامة، لكن الاتجاهات الاستهلاكية الجديدة، خاصة بين الأجيال الشابة، تضع علامات استفهام حول استمرار الألماس كرمز مطلق للحب والرفاهية.
الألماس لم يعد مضمونًا كأيقونة فاخرة كما كان لعقود، ومع صعود الألماس المصنع، تجد دي بيرز نفسها أمام معركة للحفاظ على هيمنة تاريخية تهددها تغييرات اقتصادية وثقافية عميقة.