قال مركز الملاذ الآمن، إنه في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية غير المستقرة، وتذبذب الأسواق المالية نتيجة النزاعات الجيوسياسية والتغيرات في السياسات النقدية، تتجه أنظار المستثمرين والأفراد الباحثين عن الأمان المالي إلى أصول التحوط التقليدية، وعلى رأسها المعادن الثمينة.
وبينما يظل الذهب هو الخيار الأول دائمًا، تبرز الفضة بشكل متزايد كخيار استثماري جاذب للادخار والتحوط معًا، خصوصًا لأولئك الذين يبحثون عن تنويع أدواتهم وتقليل المخاطر.
-
1. سعر في المتناول… وتحوط فعّال:
الفضة تُعد أكثر إتاحة من الذهب من حيث السعر، مما يجعلها مناسبة لفئات أوسع من المدخرين، رغم ذلك، فهي تشترك مع الذهب في الخصائص الجوهرية التي تجعل منها أصلًا للتحوط ضد التضخم وتقلبات العملات.
2. مرونة أعلى في البيع والشراء:
الفضة متوفرة في أشكال متعددة من السبائك والعملات، ما يُتيح سيولة وسهولة في التصريف مقارنة بالذهب، خاصة في الأسواق المحلية، يمكن تسييل الفضة بسرعة لسد احتياجات مالية طارئة دون الحاجة لبيع أصول أكبر مثل الجنيهات أو السبائك الذهبية.
3. طلب صناعي متزايد يدعم النمو:
على عكس الذهب، فإن للفضة استخدامات صناعية واسعة في مجالات مثل الطاقة الشمسية، والإلكترونيات، والطب، هذا الطلب الصناعي يشكل دافعًا إضافيًا على المدى الطويل لارتفاع السعر، ويمنح الفضة بُعدًا استثماريًا إضافيًا يتجاوز دورها كملاذ آمن.
4. ارتباط بالسوق… ولكن بعوامل تحفيز مختلفة:
رغم أن أسعار الفضة تتحرك غالبًا بالتوازي مع الذهب، إلا أنها تتفاعل أيضًا مع عوامل مختلفة مثل الأداء الصناعي والطلب العالمي على التكنولوجيا، هذا يعني أن الجمع بين المعدنين يمكن أن يوفر توازنًا استراتيجيًا في المحفظة الاستثمارية.
5. الفجوة التاريخية بين الذهب والفضة قد تضيق
الفرق بين سعر الذهب وسعر الفضة – المعروف بـ”نسبة الذهب إلى الفضة” – لا يزال مرتفعًا تاريخيًا، كثير من المحللين يرون أن هذه النسبة مرشحة للعودة إلى مستويات أقرب، ما يعني إمكانية تحقيق مكاسب نسبية في الفضة تفوق الذهب في بعض الفترات.
تشير توقعات الأسواق العالمية إلى استمرار ارتفاع الطلب على الفضة خلال السنوات المقبلة، خاصة مع تنامي التحول نحو الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة، كما يُتوقع أن تعود البنوك المركزية والمستثمرون إلى تعزيز حيازاتهم من المعادن الثمينة، ما يمنح الفضة دفعة قوية.
شراء الفضة بجانب الذهب ليس فقط وسيلة ادخار ، بل أداة تحوط استراتيجية في أوقات الشكوك الاقتصادية، إنها توفر بُعدًا إضافيًا من التنوع المالي والمرونة، مع فرص نمو مستقبلية حقيقية، في عالم يسوده التغير المستمر، تبقى الفضة خيارًا لا يجب تجاهله.
توقعات الأسواق بتوجه البنوك المركزية، وعلى رأسها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، نحو تخفيف السياسات النقدية وخفض أسعار الفائدة، أدت إلى زيادة جاذبية الأصول غير المدرة للعائد مثل الفضة، مما ساهم في ارتفاع أسعارها.
تُعد الفضة ملاذًا آمنًا في أوقات عدم الاستقرار، التوترات المستمرة في مناطق مختلفة من العالم، بالإضافة إلى المخاوف الاقتصادية، دفعت المستثمرين إلى اللجوء إلى الفضة كوسيلة للتحوط، مما زاد من الطلب عليها.
تشير التوقعات إلى استمرار الاتجاه الصعودي لأسعار الفضة خلال الفترة المقبلة، تتوقع مؤسسة WisdomTree أن تصل الأسعار إلى 40 دولارًا للأوقية بحلول الربع الثالث من عام 2025، مدفوعة بزيادة الطلب الصناعي وتراجع المعروض.
كما تشير توقعات أخرى إلى أن الأسعار قد تصل إلى 37.47 دولارًا بنهاية العام، بزيادة قدرها 12% عن المستويات الحالية.
تواصل أسعار الفضة تحقيق مكاسب مدعومة بعوامل اقتصادية وجيوسياسية متعددة، مع استمرار هذه العوامل، من المتوقع أن تظل الفضة في مسار صعودي خلال الأشهر المقبلة، مما يجعلها خيارًا جذابًا للمستثمرين الباحثين عن تنويع محافظهم الاستثمارية.