سجلت واردات الصين من الذهب عبر هونج كونج قفزة كبيرة خلال شهر أبريل، حيث تضاعفت ثلاث مرات تقريبًا مقارنة بشهر مارس، بحسب ما أعلنت عنه إدارة الإحصاء والتعداد في هونج كونج، في مؤشر قوي على تصاعد الطلب المحلي رغم الأسعار القياسية للمعدن الأصفر.
وبلغ صافي واردات الذهب إلى الصين عبر هونج كونج 43.462 طنًا متريًا في أبريل، مقارنة بـ 4.889 أطنان فقط في مارس، وهو أعلى مستوى تسجله البلاد منذ مارس 2024، كما ارتفع إجمالي واردات الصين من الذهب عبر هونج كونج إلى 58.61 طنًا متريًا، بزيادة نسبتها 178.17% عن مستويات مارس، ما يعكس طفرة قوية في الطلب.
وفي السياق ذاته، كشفت بيانات الجمارك الصينية الصادرة في 20 مايو عن توافق كبير مع أرقام هونج كونج، حيث بلغت واردات الذهب إلى الصين من جميع المناطق 127.5 طنًا متريًا في أبريل، وهو أعلى مستوى في 11 شهرًا، وبزيادة بنسبة 73% عن شهر مارس، رغم وصول أسعار الذهب العالمية إلى مستويات قياسية بلغت 3500 دولار للأوقية خلال الشهر نفسه.
وأوضحت “سوني كوماري”، المحللة الاستراتيجية للسلع في بنك ANZ، أن تراجع هوامش الأسعار خلال الربع الأول أدى إلى انخفاض نسبي في الواردات رغم الطلب القوي، مضيفة أن “شح المعروض دفع بأسعار الذهب الفورية إلى الارتفاع، وهو ما حفز عمليات الاستيراد مجددًا”.
كما أرجعت كوماري هذه الزيادة إلى ارتفاع الطلب من البنوك المركزية، لاسيما مع إصدار بنك الشعب الصيني (PBoC) لحصص استيراد إضافية لصالح عدد من البنوك التجارية في أبريل، وذلك استجابةً لارتفاع غير مسبوق في الطلب المؤسسي والفردي وسط تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
خلفية اقتصادية:
تأتي هذه القفزة في واردات الذهب في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية حالة من عدم اليقين، وزيادة في الإقبال على الأصول الآمنة، وفي مقدمتها الذهب، في ظل استمرار المخاوف بشأن الحرب التجارية، وتحركات أسعار الفائدة الأمريكية، والتباطؤ الاقتصادي العالمي.
البيانات الأخيرة تعكس تنامي شهية الصين تجاه الذهب كوسيلة للتحوط من التقلبات الاقتصادية والسياسية، وتؤكد استمرار دور الذهب كمكون أساسي في استراتيجية الاحتياطيات النقدية للبنك المركزي الصيني.