أعلنت بورصة شنجهاي للعقود الآجلة (SHFE)، عن طرح 34 مقترحًا تنظيميًا جديدًا تستهدف فتح السوق الصينية للعقود الآجلة أمام المستثمرين والوسطاء الأجانب، في إطار مساعٍ لدعم تدويل العملة الصينية (الرنمينبي) وتعزيز تأثير الصين في تسعير السلع الأساسية عالميًا.
وتغطي المقترحات مجالات متعددة تشمل تداول الخيارات على الذهب والفضة، والتحوط، وتداول العقود الآجلة للمعادن النفيسة. وأكدت البورصة أن الهدف هو “الانفتاح الكامل على المشاركين الأجانب”.
وقال تايجر شي، الرئيس التنفيذي لشركة “BANDS Financial”، لوكالة “رويترز”، إن هذا الإعلان يمثل “تغييرًا جوهريًا في دستور بورصة شنجهاي”، مشيرًا إلى أن الوصول المباشر للأجانب إلى منتجات البورصة “أصبح على المسار السريع”.
أبرز التغييرات المقترحة:
-
السماح للوسطاء والمستثمرين الأجانب بالتداول المباشر دون الحاجة إلى وسطاء محليين.
-
قبول الهامش بالعملات الأجنبية مثل الدولار الأمريكي.
-
إتاحة فترة للتعليق العام على المقترحات حتى 4 يونيو.
استراتيجية أوسع لتدويل السوق الصينية
وتأتي هذه الخطوة بالتوازي مع إعلان سابق في 21 أبريل من قبل بنك الشعب الصيني (PBoC) وثلاث هيئات حكومية أخرى، تضمن استثمارات لتعزيز تدويل بورصة شنجهاي للذهب (SGE)، من بينها إنشاء مستودعات تسليم دولية، تمهيدًا لمنافسة بورصة لندن للمعادن (LME) على دورها في تسعير الذهب عالميًا.
وأشار التقرير الصادر حينها عن “Jinshi Data” إلى أن الخطة تهدف إلى “تعزيز قدرة شنجهاي كمركز مالي دولي لتخصيص الموارد العالمية”، وتشمل تطوير منصة لتداول الأصول المالية العابرة للحدود، ودعم التعاون مع بورصات أجنبية في تسعير المنتجات، وتوسيع نطاق استخدام الأسعار المرجعية بالرنمينبي في الأسواق العالمية.
إعادة تشكيل خريطة التسعير العالمي
رغم أن الصين هي أكبر مستهلك للمعادن النفيسة في العالم، إلا أن تسعير معظم تعاملاتها لا يزال مرتبطًا بأسعار عالمية مثل تلك الصادرة عن بورصة لندن، إلا أن بكين تسعى لتغيير هذه المعادلة عبر إتاحة عقود شنجهاي كمرجع عالمي، وهو ما قد يؤدي إلى تفكيك هيمنة الغرب على أسواق المعادن لأول مرة منذ أكثر من 140 عامًا.
وقالت وكالة “رويترز” في تقرير سابق إن نجاح الصين في جذب المتداولين الأجانب إلى بورصة شنجهاي سيمنح عقودها مركزًا مرجعيًا عالميًا، ويقلل الاعتماد على مؤشرات الأسعار الغربية.
وفي تصريحات لوسائل إعلام رسمية، قال وانج فنجهاي، المدير العام لبورصة شنجهاي، إن تدويل السوق شرط أساسي لتعزيز التأثير الصيني في تسعير المعادن.
وأضاف أن البورصة تعمل على تطوير قدرات التسليم عبر الحدود، من خلال إنشاء مستودعات خارج الصين لتخزين المعادن المرتبطة بعقودها الآجلة.