في خطوة تعكس التزامها العميق بالحفاظ على إرثها الحرفي وفتح أبواب الفرص أمام المواهب الجديدة، أعلنت دار بولجاري الإيطالية العريقة عن إطلاق أكاديمية “سكولا بولجاري” في مدينة فالينزا، المعروفة عالميًا كمركز لصياغة الذهب والمجوهرات، تهدف الأكاديمية إلى تدريب الشباب الموهوبين من مختلف الجنسيات والخلفيات، وتمكينهم من اكتساب مهارات صناعة المجوهرات الفاخرة وفق تقنيات بولجاري التقليدية والمتطورة.
تقع أكاديمية “سكولا بولجاري” داخل منشأة بولجاري الموسعة، والتي تم تصميمها بعناية لتكون بيئة تعليمية متكاملة تجمع بين خبرات الحرفيين المخضرمين والجيل الجديد من المتدربين. وتعمل الأكاديمية بالشراكة مع مدرسة Tarì Design، المتخصصة في صياغة الذهب، لتقديم برنامج تدريبي متكامل يمتد لستة أشهر، البرنامج لا يقتصر على تعليم التقنيات التقليدية فحسب، بل يسعى إلى صياغة هوية جديدة لصناعة المجوهرات، تقوم على الدمج بين التراث العريق والابتكار، مع فتح الأبواب أمام التنوع والتمكين.
تأتي هذه المبادرة ضمن إطار أوسع تعتمده بولجاري لتأكيد التزامها بالحفاظ على الإرث الحرفي الإيطالي، إلى جانب تحديثه ليتماشى مع روح العصر. فبالإضافة إلى أكاديمية بولجاري للمجوهرات التي أُطلقت عام 2017 وتستهدف تدريب الموظفين الجدد بشكل متخصص، تمثل “سكولا بولجاري” استثمارًا استراتيجيًا ملموسًا في نقل المعرفة والخبرة من أجيال إلى أخرى.
كورين لو فول، المديرة العامة لقسم المجوهرات في بولجاري، تؤكد أن الحفاظ على الفنون والحرف التقليدية وتطويرها هو جزء لا يتجزأ من هوية الدار. تقول:
“في مدرسة بولجاري، يحصل الطلاب على تدريب عملي ونظري متكامل، تحت إشراف صائغي ذهب مهرة وخبراء محترفين معترف بهم من وزارة التعليم الإيطالية، ومتوافق مع أعلى المعايير الأوروبية” هذا التدريب، كما تشرح لو فول، يتيح للطلاب الأكثر موهبة فرصة للنمو المهني والانضمام إلى عالم بولجاري بثقة وكفاءة.
تُبرز بولجاري من خلال هذه المبادرة أيضًا تحولًا هامًا في بنية القوى العاملة داخل الصناعة التي ظلت لفترة طويلة تهيمن عليها الوجوه الذكورية، فقد تجاوزت نسبة النساء في منشأة فالينزا 50% من العاملين، بينما تشغل النساء 62% من المناصب الإدارية في بولجاري على المستوى العالمي، وتضم هذه القيادات أسماء لامعة مثل لوتشيا سيلفستري، المديرة الإبداعية للمجوهرات، والتي تُعد رائدة في مجال مصادر الأحجار الكريمة، والمصممة ماري كاترنتزو، صاحبة الإبداعات المميزة في إكسسوارات بولغاري.
هذه الأرقام تعكس رغبة بولجاري الواضحة في بناء مستقبل صناعة المجوهرات على أسس من الشمولية والعدالة، بعيدًا عن المفاهيم التقليدية التي تربط التميز الحرفي بعامل الجنس أو الخلفية العائلية.
من بين قصص النجاح الملهمة التي خرجت من الأكاديمية، تبرز تجربة فنج جيا، شابة صينية انتقلت إلى إيطاليا خصيصًا لتطوير مهاراتها في بولجاري. تقول جيا: “لطالما أحببت العمل اليدوي، وأجد في بولجاري التوازن المثالي بين التقنية والفن، التعلم المستمر هنا فرصة استثنائية تُسهم في دفع حدود إبداعي.”
على صعيد أوسع، لا ترى بولجاري في “سكولا بولجاري” مجرد مدرسة لتعليم الحرفة، بل منصة لإعادة تشكيل المشهد الحرفي العالمي، من خلال الاستثمار في جيل جديد من الحرفيين الذين يكرمون التراث، ويبتكرون في ذات الوقت، ويمنحون النساء مكانة قيادية في هذا المجال.
وفي الوقت الذي تستمر فيه توسعة منشأة فالينزا لتصبح من أكبر مصانع المجوهرات في أوروبا، حيث سيصل عدد الموظفين إلى أكثر من 1600 بحلول عام 2029، تؤكد بولجاري أن مستقبل صناعة المجوهرات الإيطالية سيُكتب بأيدي نسائية وشغوفة، تدمج بين مهارة اليد وروح الابتكار، لتحافظ على مكانة الدار كرمز للفخامة والتميز.