في ظل مناخ اقتصادي عالمي مضطرب، سجلت صادرات المجوهرات الهندية تراجعًا حادًا بنسبة 15.8% خلال شهر مايو 2025، وفقًا لبيانات صادرة عن “هيئة تعزيز صادرات المجوهرات والأحجار الكريمة” (GJEPC)، وجاء هذا الانخفاض ليعكس مزيجًا من التحديات الخارجية والداخلية التي تواجه أحد أعرق قطاعات التصدير الهندية.
فبعد أن بلغت قيمة صادرات الأحجار الكريمة والمجوهرات نحو 2.688 مليار دولار في مايو من العام الماضي، انخفضت في مايو الجاري إلى 2.263 مليار دولار فقط، مسجلة أحد أسوأ أداءاتها الشهرية خلال العام.
الماس يتراجع بشكل لافت.. والذهب يصمد
اللافت في هذا التراجع أن أكبر الضربات جاءت من قطاع الماس المصقول، الذي تراجعت صادراته بنسبة قاربت 36% لتصل إلى 949.7 مليون دولار، كما انخفضت صادرات الألماس المصنع مخبريًا بنسبة 32.8%، وهو ما يعكس تراجع الطلب في الأسواق التقليدية مثل الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى القيود الجمركية الأمريكية الجديدة.
على الجانب الآخر، أظهر الذهب مرونة لافتة، حيث سجلت صادرات المجوهرات الذهبية ارتفاعًا بنسبة 17.2%، لتبلغ قرابة 997.5 مليون دولار خلال الشهر، ويُعزى هذا الأداء الإيجابي إلى دور الذهب كمخزن للقيمة في ظل استمرار التوترات الجيوسياسية وارتفاع التضخم العالمي، مما دفع المستهلكين للبحث عن ملاذات آمنة للاستثمار.
أسواق تعاني.. وتغيرات في ذوق المستهلك
في تفسير أوسع لهذا التراجع، يرى المراقبون أن الأسواق الرئيسية للمجوهرات الهندية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تواجه تباطؤًا في الطلب على السلع الكمالية، مع توجه المستهلكين نحو منتجات أقل تكلفة أو مصنوعة من مواد بديلة، وفي ذات السياق، شهدت صادرات الأحجار الكريمة الملونة تراجعًا طفيفًا بنسبة 1.1%، في حين انخفضت صادرات المشغولات الفضية بنسبة 17.6% خلال شهري أبريل ومايو معًا.
تداعيات أوسع وتحركات مرتقبة
لا تنفصل هذه التطورات عن توجه عام في السياسات التجارية الهندية، إذ يواجه المصنعون والمصدرون ضغوطًا متزايدة لتحديث استراتيجياتهم وتحقيق توافق مع متغيرات السوق العالمية، كما أن استمرار التوترات الجمركية مع بعض الدول الكبرى يضع مزيدًا من الضغوط على هذا القطاع الذي لطالما شكّل حجر زاوية في التجارة الخارجية للهند.
في النهاية، يظهر التباين الواضح في أداء الذهب مقارنة ببقية المعادن الثمينة، ليعيد التأكيد على مكانته كأصل استثماري محوري، بينما تظل صناعة المجوهرات الهندية أمام تحديات تستوجب إعادة التفكير في نماذج الإنتاج والتسويق والتصدير.