سجّلت صادرات الساعات السويسرية في مايو الماضي تراجعًا حادًا، لتكسر موجة الأداء القوي التي شهدها القطاع في أبريل، وسط تقلبات حادة في الطلب العالمي خاصة في السوق الأمريكية، والتي شكّلت وحدها أكثر من 40% من الانخفاض الإجمالي في الصادرات.
وبحسب بيانات الاتحاد السويسري لصناعة الساعات، تراجعت الشحنات إلى الولايات المتحدة بنسبة 25.3% في مايو، بعدما قفزت بشكل غير معتاد بنسبة 149.2% في أبريل، نتيجة اندفاع الشركات لتقديم الطلبيات تحسبًا لأي تغييرات مرتقبة في السياسات الجمركية، وهي قفزة وصفت بـ”الاستثنائية وغير القابلة للاستدامة”.
الهبوط يمتد إلى آسيا وأوروبا
لم تكن الولايات المتحدة السوق الوحيدة التي شهدت تراجعًا؛ فقد تراجعت الصادرات إلى:
-
الصين: بنسبة 17.4%
-
اليابان: 10.5%
-
المملكة المتحدة: 14.5%
-
هونج كونج: 12.6%
وهو ما يعكس تباطؤًا في الزخم الاستهلاكي لقطاع الساعات الفاخرة في الأسواق الكبرى، بالتزامن مع تغيرات في سلوك المستهلكين، وتزايد المخاوف من تباطؤ اقتصادي وشيك أو تشديد سياسات الاستيراد.
العام لا يزال إيجابيًا.. ولكن بحذر
ورغم هذا التراجع الشهري، لا تزال صادرات الساعات السويسرية في الفترة من يناير إلى مايو في المنطقة الإيجابية، حيث ارتفعت بنسبة 1.1% على أساس سنوي لتسجل 10.8 مليار فرنك سويسري (12.4 مليار دولار).
إلا أن الاتحاد السويسري للساعات حذّر من قراءة الأرقام بشكل مبسط، مؤكدًا أن التقلبات الحادة تخفي اتجاهًا أكثر هدوءًا، وقد لا تعكس المؤشرات التراكمية واقع السوق الفعلي.
تقلبات الأسواق الفاخرة: إلى أين؟
تعكس هذه التقلبات القوية درجة عدم اليقين السائدة في أسواق السلع الفاخرة العالمية، لاسيما في أمريكا الشمالية وآسيا، حيث تلعب عوامل مثل تقلب المعنويات الاستهلاكية، والمخاوف الجيوسياسية، والضرائب الجمركية المحتملة دورًا كبيرًا في تغيير أنماط الشراء.
وتتجه أنظار المحللين الآن إلى بيانات يونيو، والتي يُنتظر أن تحسم ما إذا كان هذا الانخفاض مجرّد “تصحيح مؤقت” لما حدث في أبريل، أم أنه يُشير إلى تباطؤ أعمق قد يمتد إلى النصف الثاني من العام.