كشفت وكالة بلومبرج أن شركة Tether Holdings SA، المصدرة لأكبر عملة مستقرة في العالم، قامت بتخزين ما يقرب من 8 مليارات دولار من الذهب في خزنة مؤمنة بسويسرا، لتصبح بذلك واحدة من أكبر حائزي الذهب على مستوى العالم خارج البنوك والدول.
وفي بيان للوكالة هذا الأسبوع، أكدت الشركة، التي يقع مقرها في السلفادور، أنها تمتلك نحو 80 طنًا من الذهب، معظمها مملوك بشكل مباشر للشركة، وأشارت إلى أن هذه الكمية تجعلها “من بين أكبر حائزي الذهب في العالم خارج البنوك والدول”، على غرار حيازات بنك UBS Group السويسري.
تُصدر تثير عملة USDT، وهي عملة مشفرة مستقرة تُربط قيمتها بالدولار الأمريكي بنسبة تقارب 1:1، تحصل الشركة على الدولارات مقابل إصدار تلك الرموز، وتحقق أرباحًا من خلال استثمار هذا الضمان في أصول مثل الذهب.
منذ إطلاقها عام 2014، أصبحت USDT العملة المشفرة الأكثر تداولًا في العالم، إذ تبلغ القيمة الإجمالية المتداولة منها حاليًا حوالي 159 مليار دولار، ووفقًا لتقريرها الأخير الصادر في مارس، يمثل الذهب نحو 5% من احتياطياتها، بقيمة سوقية تبلغ حوالي 8 مليارات دولار.
وفي مقابلة مع بلومبرج، وصف الرئيس التنفيذي للشركة، باولو أردوينو، خزنة الذهب بأنها “واحدة من أكثر الخزائن أمانًا في العالم”، لكنه رفض الإفصاح عن تفاصيل إضافية حول الموقع سوى أنها في سويسرا، لأسباب أمنية.
وأوضح أردوينو أن قرار الشركة بتجميع الذهب يعود إلى رؤيته له كـ”أصل أكثر أمانًا” مقارنة بأي عملة وطنية، بما في ذلك الدولار الأمريكي، خصوصًا مع تصاعد المخاوف حول مستويات ديون الولايات المتحدة، وأضاف أن البنوك المركزية في دول مجموعة بريكس كانت من أكبر المشترين للذهب مؤخرًا، مما ساهم في دعم أسعاره.
مع ذلك، قد تُثير الحيازات المتزايدة للذهب تحديات تنظيمية، إذ أن مشاريع قوانين مثل GENIUS Act في الولايات المتحدة، والأطر الأوروبية مثل MiCA، تسعى إلى قصر احتياطيات العملات المستقرة على النقود أو ما يعادلها من أدوات مالية سائلة، مستبعدة الأصول مثل الذهب، وإذا ما تم إقرار تلك اللوائح، قد تضطر Tether إلى تعديل هيكل حيازاتها للامتثال في الأسواق المنظمة.
إلى جانب USDT، تُصدر الشركة أيضًا عملة مستقرة أخرى تُدعى XAUT، مدعومة بالكامل بالذهب بنسبة 1:1، ويمكن استردادها مقابل ذهب فعلي في سويسرا، حتى الآن، أصدرت الشركة رموزًا تعادل 7.7 أطنان من الذهب، أو ما يعادل 819 مليون دولار، وهي كمية ضئيلة مقارنةً بصناديق الاستثمار المتداولة في الذهب.
وأشار أردوينو أيضًا إلى أن الشركة اختارت الاحتفاظ الذاتي بالذهب لتجنب التكاليف المرتفعة المرتبطة بشركات التخزين التجارية، والتي تفرض عادة رسومًا بنسبة 0.5% سنويًا، وقال: “إذا نمت قيمة عملة الذهب المستقرة لدينا إلى 100 مليار دولار، فسيكون من المكلف جدًا دفع هذه الرسوم”.
يُذكر أن أسعار الذهب ارتفعت بنحو 25% منذ بداية العام، في ظل إقبال المستثمرين على الأصول الآمنة للتحوط من التوترات الجيوسياسية والحروب التجارية المتصاعدة، إلى جانب الطلب القوي من البنوك المركزية والمؤسسات السيادية.