عدلت مجموعة سيتي جروب Citigroup Inc رؤيتها المتشائمة بشأن أسعار الذهب، متوقعةً أن يشهد المعدن النفيس قفزة قياسية جديدة خلال الأشهر القليلة المقبلة، مدفوعًا بتدهور الاقتصاد الأمريكي وارتفاع الرسوم الجمركية التي تغذي التضخم.
وقال محللو البنك، من بينهم ماكس ليتون، في مذكرة بحثية نُشرت اليوم الإثنين، إن أسعار الذهب قد تتراوح بين 3300 و3600 دولار للأوقية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، في ظل فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية تتجاوز متوسط 15%، وهو ما يزيد الضغوط على النمو الاقتصادي ويعزز جاذبية الذهب كملاذ آمن.
ويمثل هذا التعديل تحولًا كبيرًا في موقف البنك مقارنة بتوقعاته في يونيو الماضي، حين رجّح أن تتراجع أسعار الذهب إلى ما دون 3000 دولار للأوقية في الفصول القادمة.
وجاء في المذكرة:”لقد كانت الأسواق قلقة من احتمالات الركود الأمريكي بسبب ارتفاع أسعار الفائدة على مدار السنوات الثلاث الماضية، وهو ما دفع المستثمرين إلى شراء الذهب كأداة للتحوط من المخاطر”.
وأضاف المحللون:”هذه المخاوف تفاقمت في الأشهر الستة الأخيرة، على خلفية ما يُعرف بـ’أجندة الرسوم الأكبر منذ قرن’ التي يتبناها الرئيس دونالد ترامب.”
وكان الذهب قد شهد ارتفاعًا حادًا في بداية هذا العام، ليلامس مستوى 3500 دولار للأوقية في 22 أبريل الماضي، قبل أن يدخل في حالة من التذبذب خلال الأشهر الأخيرة، مع ترقب الأسواق لاتجاه واضح.
ويُعد تحول سيتي جروب في رؤيته انسجامًا مع توجهات بنوك ومؤسسات مالية كبرى مثل جولدمان ساكس Goldman Sachs وفيديليتي إنترناشونالFidelity International، واللتين تبنيتا في الآونة الأخيرة مواقف أكثر تفاؤلًا تجاه المعدن الأصفر.
يُذكر أن Fidelity توقعت سابقًا أن يصل الذهب إلى مستوى 4000 دولار للأوقية، في ظل تراجع الدولار واحتمالات خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
ورغم النظرة المتفائلة الجديدة، أشار محللو “سيتي” إلى أن توقعاتهم السابقة (بين 3150 و3500 دولار للأوقية) “تحققت بشكل جيد”، مستشهدين بحالة التماسك التي سادت السوق في الأشهر الأخيرة، لكنهم في الوقت نفسه احتفظوا بنظرة أكثر حذرًا تجاه أداء الذهب في عام 2026، مشيرين إلى احتمال تعافي سوق العمل الأمريكي وتفعيل حزم تحفيزية جديدة ضمن ما يُعرف بـ”قانون الفاتورة الكبرى الجميلة” (One Big Beautiful Bill Act).