رغم أن أسعار الذهب تتحرك بشكل عرضي منذ أربعة أشهر دون اتجاه واضح، إلا أن مؤسسة الأبحاث الكندية ” بي سي إي BCA للأبحاث، ترى أن المعدن الأصفر سيستمر في موجة الصعود، وتنصح المستثمرين بالشراء عند التراجعات، بل وبالنظر أيضًا إلى أسهم شركات التعدين كفرصة إضافية.
وقالت روقية إبراهيم، كبيرة الاستراتيجيين بالمؤسسة، إن ارتفاع أسعار الذهب في الفترة الأخيرة لا يعود فقط لعوامل مؤقتة، بل يرتبط بأساسيات قوية مثل زيادة الطلب الاستثماري المستمر، والمشتريات القياسية من البنوك المركزية، وهو ما يدعم استمرار الأسعار عند مستويات مرتفعة.
وأضافت أن الذهب أظهر صمودًا لافتًا أمام ضغوط كبيرة، فبرغم تقلبات الأسواق وارتفاع الأسهم والسندات، تمكن المعدن النفيس من التماسك عند مستوى 3,300 دولار للأوقية، وهو ما يثبت أن موجة الصعود تعتمد على مؤثرات طويلة الأمد.
الرهان على قرارات الفيدرالي
وترى إبراهيم أن الانطلاقة الحقيقية للذهب ستبدأ مع بدء مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة، والمتوقع في سبتمبر المقبل، مع خفضين إضافيين قبل نهاية العام.
وأوضحت أن الذهب تمكن خلال السنوات الثلاث الماضية من الصعود رغم ارتفاع الفائدة الحقيقية وصعود الدولار، وتتوقع أن تتحول هذه الضغوط قريبًا إلى عوامل دعم، خاصة مع تباطؤ سوق العمل الأمريكي أو في حال اتجه الفيدرالي لسياسة تيسير أكثر وضوحًا تحت ضغط الإدارة الأمريكية.
الدولار تحت الضغط
كما تتوقع المؤسسة أن يواصل الدولار الأمريكي تراجعه في الأشهر المقبلة، وهو ما يشكل دعمًا إضافيًا للذهب.
وأشارت إلى أن هناك تحولًا في نظام العملات العالمية قد يجعل الدولار أكثر تأثرًا بالدورات الاقتصادية، مضيفة أن ميزان الحساب الجاري الأمريكي سيصبح العامل الأهم في تحديد اتجاه العملة، ومع استمرار العجز وتراجع التدفقات الأجنبية، سيفقد الدولار مزيدًا من قوته.
الذهب يتفوق على الأسهم
وتوقعت BCA أن يتفوق الذهب على أداء الأسهم العالمية حتى نهاية العام الجاري، في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وأوضحت إبراهيم أن الطلب الاستثماري وعمليات الشراء من البنوك المركزية سيعوضان ضعف الطلب من قطاعي المجوهرات والتكنولوجيا.
أسهم التعدين… فرصة واعدة
كما أشارت إلى أن استمرار صعود الذهب سيدعم أرباح شركات التعدين ويرفع أسعار أسهمها، لافتة إلى أن هذه الأسهم لم تواكب حتى الآن مكاسب المعدن نفسه، رغم تحسن هوامش الأرباح.
وأضافت أن الفجوة بين تقييم أسهم شركات التعدين والمؤشرات العالمية لا يمكن أن تستمر، وأن السنوات المقبلة ستشهد تفوقًا واضحًا في أداء هذه الأسهم.
خلص تقرير BCA Research إلى أن الذهب يظل في موقع قوة، وأن أي تراجعات قادمة ستكون مجرد تصحيحات مؤقتة، بينما يبقى الاتجاه العام صاعدًا، مدعومًا بالطلب الاستثماري والسياسات النقدية وتزايد المخاطر الاقتصادية العالمية.