تشهد أسواق الذهب والفضة العالمية موجة صعود جامحة وصفتها شركة هيرايوس (Heraeus) الألمانية المتخصصة في المعادن الثمينة بأنها “الأكثر سخونة في التاريخ الحديث”، مع ضغوط هائلة على الأسعار والمعروض المادي، ما يثير مخاوف من دخول مرحلة تشبع شرائي مفرط في ظل نقص السيولة العالمية.
الذهب يواصل الصعود رغم تهدئة جيوسياسية
وقالت هيرايوس في أحدث تقريرها إن الذهب قفز بأكثر من 200 دولار للأوقية خلال أسبوع واحد مسجلاً أكبر مكاسب أسبوعية في الدورة الصاعدة الحالية، ليعود التداول صباح الاثنين فوق مستوى 4,300 دولار للأوقية.
وأضافت الشركة أن الأسواق في حالة “شراء مفرط” بعد الارتفاعات المتتالية، مشيرة إلى أن إعلان وقف إطلاق النار في غزة وتقدّم جهود السلام كان يفترض أن يخفف الطلب على الملاذات الآمنة، “لكن الخوف من تفويت فرصة الشراء (FOMO) أصبح المحرك الرئيسي للسوق”.
الهند… موسم ديوالي تحت ضغط الأسعار القياسية
أشارت هيرايوس إلى أن موسم ديوالي الذي يحل في 20 أكتوبر لن يكون “مشرقًا” بالنسبة لمستهلكي الذهب في الهند، إذ من المتوقع أن تؤدي الأسعار القياسية إلى تراجع الطلب على المشغولات الذهبية.
وأظهرت البيانات أن مبيعات المجوهرات في الهند تراجعت بنسبة 17% على أساس سنوي خلال الربع الثاني إلى 88.8 طنًا فقط، في حين بلغت الزيادة في الطلب الاستثماري مستويات قياسية مع ارتفاع العلاوة المحلية إلى 25 دولارًا للأوقية نتيجة محدودية المعروض وتراجع الواردات بنسبة 44% منذ بداية العام.
الفيدرالي الأمريكي يقترب من خفض الفائدة
وفي الولايات المتحدة، أوضح التقرير أن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يبدو أكثر انفتاحًا على خفض أسعار الفائدة مجددًا، خصوصًا بعد تصريحات جيروم باول حول ضعف سوق العمل الأمريكي.
وتشير تقديرات القطاع الخاص إلى فقدان نحو 32 ألف وظيفة في سبتمبر، في وقت يتأخر فيه صدور البيانات الرسمية بسبب الإغلاق الحكومي الأمريكي، ما يعزز التوقعات بخفض الفائدة في اجتماع نهاية أكتوبر.
الفضة… سوق مشتعلة بين المستثمرين والمصنعين
أما في سوق الفضة، فذكرت هيرايوس أن الأسعار قفزت فوق 54 دولارًا للأوقية الأسبوع الماضي قبل أن تهدأ نسبيًا، مع تراجع معدلات الإقراض القصير (lease rates) من 30% إلى 20%.
وأشارت إلى أن منحنى الأسعار الآجلة (forward curve) لا يزال مقلوبًا، لكن الخصم الفوري انخفض من أكثر من 5% إلى نحو 1%، بدعم من عمليات تصحيح في مراكز العقود الآجلة وخروج 10 ملايين أوقية من مخزونات كومكس (COMEX).
كما شهدت صناديق المؤشرات المتداولة (ETFs) تقلبات حادة، إذ أضاف المستثمرون 9 ملايين أوقية في بداية الأسبوع، ثم خرجت تدفقات تفوق 10 ملايين أوقية لاحقًا — في أكبر تراجع يومي منذ فبراير الماضي — ما يعكس توترًا في معنويات السوق.