دعا ستيفن شوفستال، مدير إدارة صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) في شركة Sprott، المستثمرين إلى إعادة النظر في النموذج التقليدي للمحافظ الاستثمارية، مؤكدًا أن الوقت قد حان للانتقال من استراتيجية 60/40 (أي 60% أسهم و40% سندات) إلى نموذج 60/20/20 يتضمن 20% مخصصة للذهب والفضة، مع ترجيح تحقيق أسهم شركات التعدين مكاسب تفوق المعادن نفسها خلال الدورة الصاعدة الحالية.
تدفقات ضخمة على صناديق الذهب والفضة
أوضح شوفستال في مقابلة مع CNBC أن عام 2025 شهد تدفقات استثمارية قياسية تجاوزت 38 مليار دولار إلى صناديق الذهب المتداولة، بالتزامن مع تسجيل الذهب والفضة مستويات قياسية جديدة، لافتًا إلى أن انخفاض أسعار الفائدة المرتقب وازدياد المخاطر الجيوسياسية يدفعان المستثمرين إلى زيادة مخصصاتهم للمعدن النفيس
وقال “الذهب يُنظر إليه تقليديًا كملاذ آمن في فترات الاضطراب الاقتصادي أو السياسي، وهو ما نشهده اليوم. انخفاض الفائدة هو الوقود الطبيعي لصعود الذهب”.
نموذج استثماري جديد: 60/20/20
يرى الخبير أن الوقت قد حان لاعتماد نموذج توزيع أصول أكثر مرونة:“الاقتصاديون البارزون باتوا يقترحون تحويل المحافظ إلى نموذج 60% أسهم، 20% سندات، و20% ذهب.”
وأوضح أن النسبة المثالية من الذهب تختلف وفقًا لمستوى المخاطر، لكنها تتراوح عادة بين 5 و15% من المحفظة للمستثمر العادي.
وأشار إلى أن الذهب يقدم ميزة التنويع بفضل ارتباطه المنخفض مع معظم فئات الأصول، وارتباطه العكسي مع الدولار الأمريكي، ما يجعله أداة تحوط فعالة في أوقات اضطراب الأسواق.
العوامل الكلية الداعمة لصعود الذهب
أكد شوفستال أن العوامل الماكرو اقتصادية التي تدفع الذهب للصعود لن تتراجع في المدى القريب، مشيرًا إلى استمرار التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، إلى جانب المخاوف في الشرق الأوسط.
وقال إن الأسعار تجاوزت 4100 دولار للأوقية خلال مقابلة أجراها، ما يعكس “تمسك المستثمرين بالذهب كدرع حماية في عالم غير مستقر.”
مشتريات البنوك المركزية تواصل دعم السوق
لفت شوفستال إلى أن البنوك المركزية تشتري نحو ألف طن من الذهب سنويًا على مدار السنوات الثلاث الماضية، في إطار ما وصفه بعملية “التخلي عن الدولار” أو de-dollarization، موضحًا:“البنوك المركزية تتجه لتقليص حيازاتها من السندات الأمريكية والتحول إلى الذهب، الذي يمكن تخزينه داخل حدودها، بعيدًا عن أي عقوبات محتملة.”
فرص استثمارية في أسهم التعدين
وأشار إلى أن 12 من أصل 13 صندوقًا متداولًا الأفضل أداءً في الولايات المتحدة هذا العام تخص شركات تعدين الذهب والفضة، محققة عوائد تتراوح بين 120% و130%، أي ضعف ما حققته المعادن نفسها.
ومع ذلك، لا يزال الإقبال على أسهم التعدين محدودًا، ما يعني أن “الفرصة لا تزال متاحة لتحقيق مكاسب مضاعفة عبر الاستثمار في هذا القطاع.”
متى ينتهي السوق الصاعد؟
أوضح شوفستال أن نهاية موجة الصعود الحالية للذهب قد تأتي فقط مع زوال المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية — وهو احتمال “بعيد للغاية” حاليًا.
أما بالنسبة للفضة، فيرى أن تراجع الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي أو النشاط الصناعي العالمي قد يضغط على الأسعار مؤقتًا، لكنه أكد أن المعدن الأبيض ما زال مقومًا بأقل من قيمته الحقيقية بعد سنوات من الإهمال الاستثماري.
“الذهب يستند إلى دعم من البنوك المركزية، بينما الفضة لا تملك هذا المحرك، لذا ستكون أكثر تقلبًا — وربما أكثر ربحًا على المدى الطويل.”