كشف بحث جديد أعدّه كولين فايس، كبير الاقتصاديين للتدفقات المالية العالمية في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، أن إعادة تقييم احتياطيات الذهب لتحقيق مكاسب مالية تمنح الحكومات دفعة لمرة واحدة فقط، ولا تعالج المشكلات المالية الهيكلية على المدى الطويل.
وأوضح فايس في تقرير بعنوان «إعادة تقييم الاحتياطيات الرسمية: التجربة الدولية»، الصادر حديثًا، أن بعض الحكومات تبحث عن وسائل لتمويل إنفاق إضافي دون زيادة الضرائب أو الدين العام، من بينها استخدام مكاسب إعادة تقييم الذهب، وهي فكرة طُرحت مؤخرًا في الولايات المتحدة وبلجيكا.
وبالنسبة للولايات المتحدة، أشار التقرير إلى أن إعادة تقييم 261.5 مليون أوقية من احتياطيات الذهب الحكومية – وهي الأكبر عالميًا – من السعر القانوني البالغ 42.22 دولارًا للأوقية إلى السعر السوقي الحالي البالغ نحو 3300 دولار، قد تدر عائدات تعادل نحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي.
وخلال العقود الثلاثة الماضية، شهد العالم خمس حالات فقط لإعادة تقييم احتياطيات الذهب والعملات الأجنبية: ألمانيا، إيطاليا، لبنان، كوراساو وسانت مارتن، وجنوب أفريقيا، وتباينت أهداف الحكومات في هذه الحالات بين استخدام العائدات لسداد ديون قائمة أو لتعويض خسائر البنوك المركزية.
ففي إيطاليا عام 2002، حوّل بنك إيطاليا 13 مليار يورو – نحو 1% من الناتج المحلي – من حسابات إعادة التقييم لتغطية خسائر، ونجح في تحقيق أرباح طفيفة ذلك العام، أما كوراساو وسانت مارتن، فأعادت تقييم نحو 8% من احتياطيات الذهب، ما يعادل 0.6% من الناتج المحلي، لتعويض خسائر ناتجة عن تراجع دخل الفائدة.
وفي جنوب أفريقيا، تم الاتفاق عام 2024 على استخدام 150 مليار راند (حوالي 2% من الناتج المحلي) من مكاسب التقييم بين 2024 و2027 لخفض الاقتراض وخدمة الدين.
وفي لبنان عام 2002، تم تحويل 1.8 مليار دولار (حوالي 11% من الناتج المحلي) لسداد سندات خزينة، لكن نسبة الدين واصلت الارتفاع لاحقًا، أما ألمانيا فقد أعادت تقييم احتياطياتها عام 1997 قبل نقلها للبنك المركزي الأوروبي، مع خطة لاستخدام 20 مليار مارك ألماني (0.5% من الناتج المحلي) لتقليص العجز.
وأكد فايس أن هذه العمليات، رغم تحقيقها مكاسب مالية فورية، لم تكن كافية لمواجهة الأزمات المالية الكبرى، مشيرًا إلى أن حتى أكبر اقتصاد في العالم، إذا باع كامل احتياطياته من الذهب عند الأسعار الحالية، لن يحقق سوى ما يعادل 3% من ناتجه المحلي الإجمالي.