سجّل معدل التضخم السنوي في مدن مصر تراجعًا للشهر الثاني على التوالي، مسجّلًا 13.9% في يوليو 2025 مقارنة بـ 14.9% في يونيو، وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الصادرة اليوم الأحد، مدعومًا بهبوط كبير في أسعار الطعام والشراب.
على أساس شهري، انخفض معدل التضخم بنسبة 0.5%، مدفوعًا بتراجع أسعار مجموعة الطعام والشراب بنحو 3% خلال يوليو، وهي الفئة التي تمثل الوزن الأكبر في مكون مؤشر التضخم.
هذا التراجع في مستويات الأسعار انعكس إيجابيًا على سوق الذهب المحلي، حيث أشار تجار ومحللون إلى أن انخفاض التضخم بالتزامن مع تحسن سعر صرف الجنيه أمام الدولار — الذي تراجع إلى أقل من 49 جنيهًا للدولار لأول مرة منذ نوفمبر الماضي بعد أن كان يتجاوز 51 جنيهًا — ساعد على زيادة الإقبال على شراء الذهب، خاصةً من شريحة المستهلكين التي كانت تتأثر مباشرة بارتفاع الأسعار في الأشهر الماضية.
يقول هاني جنينة، رئيس قسم البحوث في “الأهلي فاروس”، إن تراجع التضخم كان متوقعًا لكنه جاء أسرع من التقديرات، مضيفًا أن قوة الجنيه أسهمت في خفض أسعار العديد من السلع.
في المقابل، ترى هبة منير، محلل الاقتصاد الكلي في “إتش سي”، أن التراجع الأكبر من المتوقع في أسعار الغذاء والشراب كان العامل الأساسي في انخفاض التضخم، موضحة أن ذلك ساعد على تحريك الطلب الاستهلاكي.
ويؤكد تجار في سوق الصاغة أن تراجع التضخم وتحسن سعر العملة وفّر هامشًا من السيولة لدى المستهلكين، ما انعكس على زيادة حجم المبيعات خلال الأسابيع الماضية، في وقت حافظت فيه أسعار الذهب العالمية على استقرار نسبي قرب مستوياتها المرتفعة، وهو ما حافظ على جاذبية المعدن كخيار استثماري آمن.