أظهر تقرير حديث لشركة هيراوس Heraeus أن الطلب العالمي على الذهب في الربع الثاني من 2025 جاء أقل من مستويات الربع الأول، لكنه تجاوز أداء الربع نفسه من 2024 بنسبة 10%، في حين شهد إنتاج الفضة من شركات التعدين تعافيًا ملحوظًا بعد ضعف في الربع الأول.
تأثير الرسوم الجمركية على السوق
أشارت الشركة إلى أن حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية أثرت بقوة على سوق الذهب الأسبوع الماضي، بعدما أفادت هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية بأن بعض السبائك (1 كجم و100 أوقية) المستوردة إلى الولايات المتحدة ستخضع لرمز جمركي يفرض عليها تعريفات متبادلة اعتبارًا من منتصف ليل 8 أغسطس، وقد أدى هذا الإعلان إلى قفزة في أسعار العقود الآجلة الأمريكية للذهب، لتسجل فارق سعر وصل إلى 30 دولارًا للأوقية فوق السعر الفوري، قبل أن تتراجع مع إعلان البيت الأبيض عزمه توضيح سياسته التجارية بما يحافظ على إعفاء الذهب من الضرائب.
حركة المخزونات وتدفقات الاستثمار
أوضحت هيراوس Heraeus أن تهديد الرسوم الجمركية دفع إلى زيادة كبيرة في تدفقات السبائك إلى الولايات المتحدة منذ ديسمبر وحتى الربع الأول من العام، حيث تضاعفت مخزونات بورصة كومكس إلى أكثر من 45 مليون أوقية بحلول أبريل، قبل أن تتراجع إلى أقل من 37 مليون أوقية في يوليو، ثم تعاود الارتفاع إلى 38.7 مليون أوقية.
بلغ إجمالي الطلب العالمي على الذهب 1,079 طنًا في الربع الثاني، بانخفاض عن الربع الأول لكنه أعلى بـ10% على أساس سنوي، وتراجعت مبيعات المشغولات الذهبية بنسبة 14% إلى 357 طنًا بسبب ارتفاع الأسعار، بينما بلغ الطلب الاستثماري 477 طنًا مدعومًا بمشتريات السبائك والعملات، إضافة إلى رابع ربع على التوالي من تدفقات صناديق المؤشرات.
وسجلت أمريكا الشمالية أكبر زيادة في حيازات الـETF بواقع 73 طنًا من إجمالي 171 طنًا، مدفوعة بإعلانات الرسوم الجمركية وعدم اليقين الاقتصادي، تلتها صناديق آسيا بـ70 طنًا.
من جهة العرض، ارتفع الإنتاج الأولي إلى 1,249 طنًا في الربع الثاني (+3% سنويًا)، ليصل نمو النصف الأول إلى 1% مقارنة بالعام الماضي.
ضغوط سياسية على الفيدرالي
أشارت هيراوس Heraeus إلى استمرار تدخل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المؤسسات الأمريكية بعد قرار الفيدرالي تثبيت أسعار الفائدة للاجتماع الخامس على التوالي في يوليو، مع تسجيل معارضة من عضوين بالمجلس.
وأبدى ترامب استياءه، مطالبًا بخفض الفائدة، في مشهد شبهته الشركة بصراع نيكسون ورئيس الفيدرالي بيرنز في السبعينيات، والذي انتهى بخفض الفائدة وخروج التضخم عن السيطرة.
أضافت الشركة أن تقرير الوظائف الأخير، الذي جاء أضعف من المتوقع مع مراجعات هبوطية كبيرة للأشهر السابقة، أظهر تدهورًا في سوق العمل، ودفع ترامب لإقالة رئيس مكتب إحصاءات العمل، متهمًا إياه بتسييس البيانات، ونتيجة لذلك، رفعت الأسواق توقعاتها لعدد تخفيضات الفائدة هذا العام من 1-2 إلى 2-3، مع وصول احتمال خفض 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل إلى 95%.
وترى Heraeus أن الذهب يظل بمثابة “تأمين” ضد أخطاء السياسات الحكومية أو النقدية، مما يترك مجالًا لمزيد من الصعود، رغم استمرار الأسعار في نطاق عرضي مؤخرًا، وفي بداية الأسبوع، تراجع الذهب الفوري إلى 3,341.46 دولار قبل أن يستقر عند 3,348.03 دولار (-1.46%).
تعافي إنتاج الفضة
على صعيد الفضة، أوضحت الشركة أن إنتاج كبار المنتجين تعافى في الربع الثاني:
-
بان أمريكان سيلفر: إنتاج 5.1 مليون أوقية (+0.1 مليون عن الربع الأول)، مع إنتاج نصف سنوي 10.1 مليون أوقية في الحد الأدنى للتوجيه السنوي (20-21 مليون).
-
هيكلا مايننج: إنتاج 4.5 مليون أوقية (+0.4 مليون)، في مسار للوصول للحد الأعلى من التوجيه (15.5-17 مليون).
-
كور مايننج: إنتاج 4.7 مليون أوقية مدعوم بتشغيل منجم روتشستر بكامل طاقته، واستحواذ منجم لاس تشيسباس (1.5 مليون أوقية في الربع)، ليبلغ إنتاج النصف الأول 8.5 مليون أوقية، مع استهداف 16.7-20.25 مليون أوقية سنويًا.
ورغم أن أسعار الفضة تجاوزت 38 دولارًا الأسبوع الماضي، فإنها تراجعت صباح الإثنين إلى 37.733 دولار (-1.53%) مع هبوط الذهب.