واصل سوق الذهب التماسك فوق مستوى 3300 دولار للأوقية، لكن الأمر لا يتعدى كونه مسألة وقت قبل أن يسجل قممًا تاريخية جديدة تتجاوز 3500 دولار، بحسب ما ذكره أحد الاستراتيجيين في السوق.
فقد رفعت نيكي شيلز، رئيسة قسم أبحاث واستراتيجيات المعادن في مجموعة MKS PAMP، توقعاتها للمعادن النفيسة حتى نهاية العام، مشيرةً إلى أن العوامل التقليدية ـ وعلى رأسها الخفض المرتقب للفائدة ـ ستواصل دعم الأسعار.
وفي مذكرتها المحدثة، توقعت شيلز أن يبلغ متوسط أسعار الذهب هذا العام نحو 3200 دولار للأوقية، بزيادة 8% عن تقديراتها السابقة، كما رجّحت أن يسجل الذهب مستوى 3600 دولار بحلول نهاية العام.
وقالت:”ندخل عصرًا جديدًا من الهيمنة المالية (ديون حكومية قياسية وتكاليف اقتراض متزايدة تضع البنوك المركزية ـ ليس الفيدرالي وحده ـ تحت الضغط)، الولايات المتحدة وأوروبا والصين جميعها تنفذ خطط تحفيز مالي بعجز موازنات يصل إلى 6% كأمر اعتيادي.
تركيز الأسواق سيعود جزئيًا إلى العوامل التقليدية مثل البيانات الاقتصادية والسياسة النقدية للفيدرالي، بعيدًا عن العناوين المتعلقة بالتعريفات الجمركية ـ إنه العودة للأساسيات مع نهاية العام، كما أ الأسواق ستتحول من التركيز على الصفقات التجارية (محايدة إلى سلبية) إلى تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وتسارع وتيرة خفض الفائدة (إيجابي للذهب).”
وأوضحت أن خفض الفائدة المتوقع من الاحتياطي الفيدرالي من شأنه أن يُضعف الدولار الأمريكي أكثر، في حين ستواصل حالة عدم اليقين الجيوسياسي تعزيز اتجاه العالم نحو التخلّص من هيمنة الدولار.
وأضافت:”الولايات المتحدة لم تعد تملك الوسائل ولا الإرادة للحفاظ على النظام الأحادي السابق، والعالم ينتقل من تعددية غير متوازنة إلى تعددية أكثر توازنًا، هناك نقص في الثقة بالولايات المتحدة ونقص في الملاذات الآمنة.”
ورأت شيلز أن هيمنة الدولار على الأسواق المالية العالمية تتعرض أيضًا للخطر مع محاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ممارسة ضغوط أكبر على البنك المركزي، بما يضر باستقلاليته السياسية المفترضة.
وقالت:”الفكرة بأن الولايات المتحدة تتحول إلى اقتصاد ناشئ (EM) بأسلوب نقدي شبيه بتركيا، وسياسة صناعية على طريقة الصين، ومع تزايد التساؤلات حول استقلالية النظام الإحصائي الفيدرالي (خاصة مكتب إحصاءات العمل)، كل ذلك يضع الذهب في موقع الصدارة كـ أداة للتحوّط ضد المخاطر الأمريكية.”
المعادن الأخرى: الفضة والبلاتين والبلاديوم
رغم توقعها أن يواصل الذهب “الارتفاع التدريجي” خلال النصف الثاني من العام، إلا أن شيلز ترى فرصًا أكبر في المعادن النفيسة الأخرى، حيث رفعت توقعاتها للفضة والبلاتين والبلاديوم.
-
الفضة: توقعت أن تختبر مستوى المقاومة عند 42 دولارًا للأوقية هذا العام (دون تغيير عن تقديراتها الأولى)، لكنها رفعت متوسط السعر السنوي المتوقع إلى 38 دولارًا، بزيادة 10% عن تقديراتها السابقة، وأوضحت أن المخاوف من أثر الحرب التجارية على الطلب الصناعي كانت مبالغًا فيها أو مبكرة، بينما سيظل الطلب الصناعي القوي (خصوصًا مع استمرار ارتفاع معدلات الإقراض قصير الأجل في السوق الفعلي) محركًا لارتفاع الأسعار خلال النصف الثاني من 2025.
-
البلاتين: رفعت شيلز توقعاتها السنوية إلى 1,350 دولارًا للأوقية (+38% عن تقديراتها السابقة)، مع إمكانية اختبار المقاومة عند 1600 دولار في النصف الثاني، وأكدت أن “السيناريو الصعودي للبلاتين تحقق أسرع مما توقعنا”، مشيرة إلى أن التخزين الاستراتيجي والمعروض المحدود يعكسان عجزًا هيكليًا في السوق.
-
البلاديوم: توقعت أن يبلغ متوسط سعره نحو 1140 دولارًا هذا العام، مع اختبار المقاومة عند 1,350 دولارًا للأوقية.
ترى شيلز أن سوق المعادن النفيسة يدخل مرحلة جديدة من الزخم الصعودي المدعوم بالسياسات النقدية والتوترات الجيوسياسية، مع فرص أقوى للفضة والبلاتين والبلاديوم إلى جانب الذهب، الذي يبقى في موقع القيادة كملاذ آمن عالمي.