قفزت واردات الصين من الذهب عبر هونج كونج بنسبة 127% في يوليو، لتسجل نحو 43.9 طنًا مقارنة بـ 19.3 طن في يونيو، وفق بيانات دائرة الإحصاء في هونج كونج، ورغم أن هذه الأرقام لا تمثل كامل الواردات الصينية – إذ يتم استيراد جزء كبير عبر شنجهاي وبكين – إلا أنها تعكس اتساع شهية السوق الصينية للذهب في وقت يترقب فيه المستثمرون توجهات السياسة النقدية الأمريكية وتطورات الاقتصاد العالمي.
دلالات على الطلب الداخلي
الزيادة القوية في الواردات تأتي بالتوازي مع مشتريات متواصلة للبنك المركزي الصيني، الذي عزز احتياطياته للشهر التاسع على التوالي في يوليو، هذا السلوك يعكس رغبة بكين في تنويع أصولها بعيدًا عن الدولار، ويدعم في الوقت ذاته صناعة المجوهرات المحلية التي تستعد لموسم الأعراس والأعياد، حيث يظل الذهب جزءًا راسخًا من الثقافة الاستهلاكية الصينية.
انعكاس عالمي
يشير محللو UBS إلى أن تداول الذهب في بورصة شنجهاي بأعلى من سعره في لندن معظم فترات يوليو يعكس قوة الطلب المحلي، وهو ما ساعد على جذب التدفقات نحو آسيا، هذا الاتجاه، بحسب الخبراء، يمثل دعمًا للسوق العالمية التي شهدت في الربع الثاني من 2025 ارتفاعًا في الطلب الكلي بنسبة 3% على أساس سنوي ليصل إلى 1,248.8 طن، مدفوعًا بزيادة في الاستثمارات بلغت 78%، وفقًا لمجلس الذهب العالمي.
ما الذي يعنيه للأسواق؟
-
الدعم السعري: استمرار قوة الطلب الصيني يضع أرضية صلبة لأسعار الذهب فوق مستويات 3,300 دولار للأوقية، حتى مع تقلبات الدولار والعوائد الأمريكية.
-
دور البنوك المركزية: مشتريات بنك الشعب الصيني تؤكد دور البنوك المركزية كأحد أهم محركات الطلب الاستراتيجي على الذهب.
-
إشارات للمستثمرين: ارتفاع الواردات يشير إلى أن الصين ترى في الذهب أداة تحوط طويلة الأمد ضد المخاطر الجيوسياسية والتقلبات النقدية.
الارتفاع الكبير في واردات الصين من الذهب عبر هونج كونج في يوليو لا يعد مجرد حدث تجاري عابر، بل هو إشارة واضحة على أن الطلب الآسيوي يعاود قيادة السوق العالمية. وبينما يظل المسار قصير الأجل مرهونًا بالاحتياطي الفيدرالي والدولار، فإن قوة الطلب الصيني قد تشكل عنصر استقرار ودعم لأسعار المعدن النفيس خلال النصف الثاني من 2025.