شهدت أسواق الذهب العالمية قفزة قوية اليوم الأربعاء عقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، ليهبط النطاق المستهدف للفائدة إلى 4.00 – 4.25%، في أول خطوة من نوعها منذ ديسمبر 2024.
الذهب يسجل مستوى قياسي جديد
فور صدور القرار، ارتفع الذهب الفوري إلى 3707 دولارات للأوقية، وهو مستوى قياسي تاريخي غير مسبوق، قبل أن يتراجع قليلًا بفعل عمليات جني الأرباح ليستقر قرب 3,681 – 3,690 دولارًا.
ويُعزى هذا الارتفاع الحاد إلى تراجع عوائد السندات الأمريكية الحقيقية، وانخفاض تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب، ما عزز جاذبيته كملاذ آمن في ظل سياسة نقدية أكثر تيسيرًا.
وصرح البنك المركزي في بيانه بشأن السياسة النقدية: “تشير المؤشرات الأخيرة إلى تباطؤ نمو النشاط الاقتصادي في النصف الأول من العام. تباطأت وتيرة خلق الوظائف، وارتفع معدل البطالة تدريجيًا، لكنه لا يزال منخفضًا، كما ارتفع التضخم، ولا يزال مرتفعًا إلى حد ما”. “إن اللجنة منتبهة للمخاطر التي يتعرض لها كلا الجانبين فيما يتصل بولايتها المزدوجة، وتخلص إلى أن المخاطر السلبية التي تهدد العمالة قد ارتفعت.”
تأثيرات الدولار والسندات
-
الدولار الأمريكي شهد تذبذبًا ملحوظًا بعد القرار، حيث انخفض في البداية بما دعم أسعار الذهب، قبل أن يشهد تعافيًا نسبيًا قلص من مكاسب المعدن النفيس.
-
عوائد السندات الأمريكية تراجعت مع تزايد التوقعات بخفض إضافي للفائدة خلال ما تبقى من العام، مما جعل الذهب أكثر جاذبية للمستثمرين والمؤسسات.
دوافع الصعود
-
خفض الفائدة: يقلل من تكلفة الفرصة للذهب باعتباره أصلًا لا يدر عائدًا.
-
توقعات التضخم: يثير القلق من احتمالية ارتفاع معدلات التضخم مستقبلًا، وهو ما يدفع المستثمرين للتحوط بالذهب.
-
الملاذ الآمن: استمرار التوترات الجيوسياسية والمخاوف الاقتصادية يدفع رؤوس الأموال للبحث عن أصول أكثر أمانًا.
-
الطلب المؤسسي: تزايد مشتريات البنوك المركزية وصناديق الاستثمار عزز الاتجاه الصاعد.
التوقعات المستقبلية
يتوقع محللون أن يتحرك الذهب في نطاق يتراوح بين 3,600 و3900 دولار للأوقية على المدى القريب إلى المتوسط، مع احتمالية أن يختبر مستوى 4,000 دولار بحلول 2026 إذا استمر زخم السياسات النقدية التيسيرية والطلب القوي من البنوك المركزية.