عودة ماسة (كوهينور) إلى الهند ستجعل المتحف البريطاني خاويًا من النفائس.. لذا لن تعود”، هكذا رد رئيس وزراء بريطانيا (ديفيد كاميرون) على (حملة كوهينور) التي أطلقها نجوم بوليوود وبعض مشاهير ورجال أعمال بالهند في 2015، للمطالبة باستعادة ماسة (كوهينور) ذات الـ 106 قيراط، والتي سرقتها الشركة الهندية الشرقية البريطانية، إبان الاستعمار البريطاني للهند عام 1850 م، وأهدتها إلى ملكة بريطانيا “الملكة فيكتوريا”، لتُرصع بها التاج الملكي.
بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا في 8 سبتمبر الجاري، توجه الهنود إلى وسائل التواصل الاجتماعي للمطالبة بإعادة ألماسة كوهينور ، أحد الألماس الذي تم ترصيعه في تاج الملك الراحل.
تعد ألماسة كوهينور واحدة من أشهر الأحجار الكريمة في العالم ، وهي عبارة عن ألماسة بيضاوية الشكل تزن 105 قيراط تبلغ قيمتها حوالي 591 مليون دولار ، وفقًا للعديد من التقارير الإخبارية ، وقد تم القتال عليها لعدة قرون.
وليست هذه المرة الأولى التي تُطالب فيها الحُكومات الهندية المُتعاقبة، باستعادة ماسة “كوهينور”، لكنها في كل مرة لم تجد سوى الرفض من بريطانيا، ففي عام 2013 نقلت صحيفة ديلي ميل البريطانية، تصريحات لـ”ديفيد كاميرون” رئيس وزراء بريطانيا، خلال زياراته إلى الهند: “إن الألماسة الضخمة التي أجبرت بلاده الهند على تسليمها خلال الحقبة الاستعمارية ووضعت في تاج الملكة الراحلة إليزابيث الأولى لن تُعاد للهند”.
وفي عام 2010، أجرى “كاميرون” حوارًا مع إحدى القنوات الهندية، والذي أكد فيه رفضه لاستعادة الهند “ماسة كوهينور”، وأوضح أن مثل هذه الخطوة ستجعل المتحف البريطاني خاويًا من النفائس، لأنها ستفتح الباب لمطالب مماثلة من مستعمرات بريطاينا السابقة في آسيا وإفريقيا.
وفي عام 1997، حينما زارت الملكة إليزابيث الثانية دولة الهند للاحتفال بالذكرى الـ50 لاستقلال الهند عن بريطانيا، طالب العديد من الهنود عودة الماسة، كما طالبت بها حكومتا الهند وباكستان عام 1976 م، وتم الرفض أيضًا من قبل رئيس وزراء بريطانيا آنذاك “Jim Callaghan.
كوهينور Kohinoor”.. بالهندوسية، وتعني “جبل النور”، وهي واحدة من أشهر وأكبر قطع الألماس التي عرفها العالم، يرجع مصدرها إلى ولاية “أندرا براديش” في الهند،، امتلكها العديد من الحكام من الهند إلى الفرس والمغول وحاربوا من أجلها حربًا مريرة.
ظهرت الماسة على مسرح الأحداث بالهند، في عهد السطان المسلم المغولي “بابور” عام 1526، وكانت الماسة مملوكة من قبله لـ”راجا” أمير “ملوي” المدينة المصرية في 1306 م، وكان يقدر وزنها آنذاك بـ 789 قيراطًا، وانتقلت الجوهرة إلى مجموعة أُخرى من ملوك المغول، بمن فيهم “شاه جيهان” الذي بنى تاج محل.
نهاية وجود كوهينور في الهند جاءت فى عهد الملك المغولي “محمد شاه” الذي توج إمبراطورًا على دلهي في سبتمبر 1719 م،
مرت الماسة لعقود طويلة بين ايدى الملوك والامراء الى ان استولت عليها شركة الهند الشرقية البريطانية عام 1849م ، إبان الإستعمار البريطاني للهند.
بعدها انتقلت ماسة “كوهينور” إلى بريطانيا، لتتسلمها رسميًّا الملكة فيكتوريا، وفي عام 1851 م عرضت الماسة في معرض كبير بلندن، وأعيد قطعها إلى الشكل البيضاوي عام 1852م، فيصبح وزنها 105 قيراط
كانت أول من تزينت بماسة “كوهينور” الملكة ألكسندرا في عام 1902، ثم الملكة ماري في عام 1911، ثم رُصّع بها الصليب المالطي للتاج الملكي للمكلة إليزابيث (الملكة الأم) عام 1936 م، حيث ظهرت به أثناء مراسم تتويج الملك جورج السادس عام 1937 ثم ارتدته الملكة إليزابيت الثانية أثناء مراسم تتويجها عام 1953، وحتى لاتُصاب المملكة بلعنة الماسة، فقد أقرت أن لا يرتديها سوى الملِكات، وفي عام 2002 انتقلت “كوهينور” إلى خزانة عرض موجودة بسرداب يسمونه “بيت الجوهرة” في برج لندن الشهير.