نسيت اعمل لقلبى حجاب ..و قلبى داب .
رقيتك من عين الراجل أحد من المناجل.
رقيتك من عين المرة أحد من الشرشرة.
رقيتك من عين الولد أحد من الوتد.
رقيتك من عين البنت أحد من الخشت.
تترد لهم عينهم إليهم
في كبدهم ولحمهم وكلاويهم.
كل من شافك ولا صلاش على النبي.
بصوته الشجي غنى محمد قنديل للحجاب الذى نسي أن يقوم بكتابته وارتداؤه ليقي قلبه من الذوبان في عيون حبيبته الكحيلة، هذه الورقة أو قطعة جلد الغزال المنقوشة بخطوط وكتابات وطلاسم سحرية التي من المفترض بها أن تقي من الحسد والشرور والمخاطر والأشرار وتجلب الطبيب ونتفق بين الزوجين كانت مهمة جدًا للمصريين منذ عهد الدولة القديمة وحتى وقت قريب من عصرنا هذا ولذلك تفننوا في تصنيع أوعية وعلب صغيرة لحفظها وعلقوها حول أعناقهم و رؤوسهم وفي أذانهم وأصابعهم بسلاسل وحلقات معدنية صنعت من الذهب والفضة والرصاص والقصدير والبرونز .
ففي عصور الدولة القديمة والوسطى كانت توضع فى أنابيب أسطوانية طولية مزخرفة وتحلى ببعض الأحجار الملونة والزخارف وفي العصور اليونانية والرومانية بدأ حجاب العلبة في الظهور وزين برسوم الآلهة المختلفة.
بعد ذلك في العصر القبطي نفس العلب زينت هذه المرة برسوم القديسين وأيضًا انتشرت حلية الراس التي عرفت بعمود الصليب وهى حجاب مثلث تتدلى منها ثلاث شرابات بدوائر صغيرة تشبه الأجراس تعلقه النساء على جانب رأسها لإزالة الصداع وظل يستعمل بين النساء الشعبيات مسلمات ومسيحيات حتى سبعينات القرن العشرين شهدت الفترة اليونانية والقبطية، أيضًا تطور الحجاب الأسطوانة إلى ما عرفه الشعبيين بعد ذلك بحجاب الخيارة الذي تتدلى منه عملات وخرز ملون له دلالات سحرية ويبدو هذا التطور كأنه قادم من أصول آسيوية لتشابهه مع حلي كان منشاها من جنوب ووسط آسيا في تلك الفترة ربما كان ناجمًا عن هجرات متعددة وغزوات واتصال حضاري، حصل في تلك الفترة، وكان شائعًا أيضًا تميمة وحجاب السمكة، ودلالته الخصبة عند المصريين.
ثم جاء العصر الإسلامي وكان أجمل علب الأحجبة فيه يعود للعصر الفاطمي، ما زال الزمن يحتفظ بعلب أحجبة ذهبية مربعة رائعة الصنعة غالبًا ما نقش عليها الملك لله دلالة على أن مرتدى الحجاب مؤمن بقضاء الله، ولكنه يأخذ بالأسباب، ويحتاط فيحتوي الحجاب غالبًا على الرحمانية وأسماء الله الحسنى وأية الكرسى.
في القرن التاسع عشر كتب ادوارد ويليام لين في كتابه «عادات المصريين المحدثين» عن الأحجبة، وذكر أن من أهم المميزات في معتقدات المصريين اعتقادهم بالتمائم والأحجبة التى يعتمد أغلبها على السحر، وقال أيضًا أن صيغ هذه الاحجبة يتألف معظمها من أسماء الله الحسنى وأيات القرآن وأسماء الملائكة والجن والرسل والأولياء المشهورين يختلط بها تركيبات عددية وأشكال هندسية ووصف أحجبة العلبة والخيارة والمثلث المحلاة بالتحبيب، أو بأوراق العنب والزيتون وزخارف الغار والمطعمة ببعض الأحجار الملونة أحيانًا ودائمًا ما يتدلى منها الأجراس والبرق والعملات المثلث، الذي ذكر أنه غالبًا ما يعلق للصبية في رؤوسهم أو يستخدمه الرجال حيث يعلق بخيط على سواعدهم غالبًا ما زين بفروع الزيتون.
«لين» أيضًا أول من وصف حجاب عمود الصليب، وأحيانًا ما كانت القلادة أو الحلية الواحدة تحتوي على أكثر من علبة غالبًا ثلاثة أو أكثر تتسع لعدد من الأحجبة.
فى العصور التالية وحتى نهايات القرن العشرين غالبًا ما ارتدت النساء علب المصاحف الذهبية أو الفضية والمعدنية المذهبة والمزينة بتوريقات وفروع نباتية تدل على النماء والازدهار والخير يتوسطها فص ملون أحمر أو أزرق أو أخضر مكتوب عليه قرآن كريم بمختلف الأحجام وحتى لو لم تحوي مصحفابداخلها لايمانهن بقدرة المصحف على الحفظ والحماية من كل شر كما كانت الفتيات الصغيرات يرتدين صفائح ذهبية مربعة صغيرة محفور عليها أية الكرسي أو لفظ الجلالة، الآن تلقي حلي العلب هذه وخاصة القديم منها والمصنوعة من الفضة بالتحديد رواجًا كبيرًا بين السيدات ليس لحفظ التمائم والرقي بل كنوع مبتكر ومميز من أنواع الزينة يعطى لمن تلبسه رقي ورونق وتميز عن غيرها.
ونسى الناس الحجاب ولكن ما زالت قلوبهم وذائقتهم ذائبة فى حب القديم.
وسحب رمشه ورد الباب كحيل الأهداب.