قال فادي كامل، المدير التنفيذي لشركة ذهب مصر، إن استمرار حظر استيراد الذهب الخام، أدى لندرة المعروض بالأسواق سواء من المشغولات أو السبائك ، كما دفعت حالة عدم اليقين المستثمرين للاحتفاظ بمدخراتهم، وعزوف المواطنين عن بيع ما في حيازتهم.
أضاف، أن ارتفاع الطلب، في ظل نقص المعروض، سيؤدي حتميًا لاشتعال الأسعار بالسوق المحلى وارتفاعها لمستويات تاريخية.
أوضح أن موجة الارتفاعات التي تعرضت لها أسواق الذهب مؤخرًا، بفعل الاضطربات التي شهدها القطاع المصرفي، وإعلان بنك سيليكون فالي إفلاسه في منتصف مارس الجاري.
أضاف، بجانب رفع الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في محاولة للحد من تداعيات أزمة البنوك الاستثمارية في أمريكا، ما دفع المستثمرين والبنوك المركزية لزيادة محفظتهم من الذهب، ورفع الطلب، ومنح الذهب مستويات سعرية جديدة، تجاوز فيها مستوى 2000 دولار للأوقية.
أشار، إلى أن السوق المحلي سبق السوق العالمي في رحلة الصعود وبدأها في بداية مارس، لكن توقعات ارتفاع سعر صرف الدولار، كانت المحفز الرئيسي لزيادة الأسعار بالسوق المحلي.
وتوقع كامل، زيادة أسعار الذهب بنسبة 50 % بنهاية العام الجاري، وتجاوز عيار 21 مستوى 2000 جنية مع نهاية الشهر الجاري.
أضاف، أن أسعار الذهب بالأسواق المحلية، تعتمد على سعر تداول الأوقية بالبورصة العالمية، وسعر صرف الدولار في عمليات الاستيراد للذهب الخام مقابل العملة المحلية، كما أن العرض والطلب يلعبان دورًا أساسيًا، إن لم يكن الأهم في هذه الفترة، مع الأخذ في الاعتبار الضغوط الاقتصادية و الاخبار المتداولة عن تعديلات محتملة في السياسة النقدية.
أوضح، أن تنوع أشكال الذهب بين المشغولات والسبائك والجينهات، يمثل ميزة تنافسية للمستهلك، والأحداث الاقتصادية أدت لارتفاع الطلب على السبائك والجنيهات، في مقابل تراجع الطلب على المشغولات، حيث تعد المشغولات سلعة استهلاكية، ومع سياسة التشديد النقدي ومكافحة التضخم و الحد من ارتفاع الأسعار، يقل الطلب على كل السلع الاستهلاكية، ويرتفع الطلب على الأدوات الادخارية والاستثمارية بغرض التحوط.
أضاف، أن فرصة استحواذ أسواق الذهب على حصة من حصيلة الشهادات البنكية ذات العائد 18%، يتوقف على مدى موافقة البنك المركزي على خروج هذه التدفقات النقدية الضخمة إلى الأسواق مرة أخرى، حيث سيؤدي ذلك إلى زيادة السيولة داخل الأسواق، وبالتالي ارتفاع معدلات التضخم، ومن المتوقع أن تطرح البنوك شهادت بنكية بفائدة مرتفعة لسحب هذه السيولة أو منع تدفقها بالأسواق.
وتوقع، توجه جزء من هذه الحصيلة للاستثمار في الذهب في ظل ارتفاع الأسعار خلال العام الماضي بنسبة 110 % ما يدفع المواطنين للذهب كملاذ آمن والاستفادة من موجات الارتفاعات التي يشهدها خلال الفترة الحالية.
لفت، إلى أن الثلاث سنوات الماضية من 2020 حتى 2023، تمثل فترات استثنائية في تاريخ الذهب، نتجة الارتفاعات الكبيرة بفعل عوامل خارجية وداخلية.
أوضح، كامل، أن كل الأوقات مناسبة لشراء الذهب، لأن مزاياه الأستثمارية عديدة، حيث يعد الملاذ الآمن في أوقات عدم اليقين، لكنه استثمار طويل الأجل، وينصح بشراء الذهب الفعلي وليس الرقمي.
أضاف، على العملاءاختيار الأوقات المناسبة للبيع، لضمان تحقيق أرباحًا من الذهب، وسهولة بيع الذهب وتحويله لنقد من أهم مميزات الذهب مقارنة بالأوعية الادخارية الأخرى.
أشار، إلى أن تصاعد الأحداث عالميًا ومحليًا وارتباك المشهد العام، يعزز من قوة الذهب كملاذ آمن خلال الفترة المقبلة، لافتًاإلى أن العقارات مربحة جدًا وتحافظ علي قيمتها في وقت الأزمات لكنها بطيئة التسييل، ولا تسمح بإعادة توظيف أموال المستثمرين بسهولة في استثمارات أخرى، وتقسيط قيمة الوحدة يحتاج لفترات طويلة، ومع ارتفاع أسعار الفائده في البنوك سيكون العائد على الاستثمار ضعيف.
أضاف، أن سوق الأسهم يتأثر بشدة بالسياسات المالية والنقدية والتي تهدف الآن لكبح التضخم أكثر من انعاش الاقتصاد، أما الشهادات البنكية فهي مربحة للغاية في أوقات الاستقرار، وبالتحديد في مصر، لكن مع الوضع الحالي فهي لا تحفظ القيمة بالشكل الكافي، أمام ارتفاع التضخم العالمي.
وتوقع رفع البنك المركزي المصري أسعار الفائدة بنسبة تتراوح بين 200 و 300 نقطة أساس خلال اجتماع لجنة السياسات النقدية نهاية مارس الجاري، وذلك نتيجة ارتفاع معدلات التضخم الاساسي بنسبة % 40 خلال فبراير الماضي.
كما توقع أن ترتفع أسعار الذهب بالبورصة العالمية لقمم تاريخية جديدة، مع الاستمرار في الارتفاع على مدار العام مع زيادة الضغوط الاقتصادية و التوترات الجيوسياسية.
أشار، إلى أن السبيكة النصف جرام تتداول بالسوق المحلي منذ عدة سنوات، وتطرحها أكثر من شركة، ويرتفع الطلب عليها في فئات الشباب وطلاب الجامعات، والمستثمرين الذين يبدأون رحلتهم في الاستثمار في الذهب
وتوقع ارتفاع الطلب على السبائك ذات الأوزان المنخفضة بعد تداولها أخبارها على وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.