تواصل أسعار الفضة العالمية تحركها في نطاق مرتفع أعلى من 38 دولارًا للأوقية، مدفوعةً بطلب استثماري غير مسبوق خلال النصف الأول من عام 2025، لتسجل بذلك أفضل أداء نصف سنوي منذ النصف الثاني من عام 2010، عندما بدأت الفضة صعودها التاريخي نحو مستوى 50 دولارًا المسجل في 2011.
وبحسب أحدث التداولات، بلغ سعر أوقية الفضة نحو 38.32 دولار، بارتفاع يقارب 32% منذ بداية العام.
وفي هذا السياق، أعلنت شركة «سبروت لإدارة الأصول» Sprott Asset Management USA، إحدى أكبر الشركات العالمية المتخصصة في المعادن الثمينة، عن وصول أصول صندوقها الجديد «سبروت للفضة والمناجم» (SLVR) المدرج في بورصة ناسداك إلى 100 مليون دولار خلال أول خمسة أشهر فقط من إطلاقه في يناير الماضي.
يهدف الصندوق إلى منح المستثمرين فرصة للاستثمار المباشر في شركات تعدين الفضة، إلى جانب امتلاك فعلي للمعدن، وهو ما يعكس تنامي الإقبال الاستثماري على المعدن الرمادي.
وقال جون شامباجليا، الرئيس التنفيذي للشركة، في بيان رسمي: “نعتقد أن الفضة كانت مقومة بأقل من قيمتها مقارنة بالذهب، لكنها بدأت تستعيد مكانتها، خاصة بعد تجاوز الأسعار حاجز 35 دولارًا للمرة الأولى منذ أكثر من 12 عامًا، ومع تحسّن الأساسيات، وارتفاع الطلب الصناعي، قد يكون قطاع تعدين الفضة في موقع قوي للاستفادة من موجة الصعود الحالية”.
وقال صرح رايان ماكنتاير، الشريك الإداري الأول في سبروت للفضة خللا تصريحات صحفية، بأن الفضة لا تزال تمتلك فرصًا قوية للمزيد من الصعود خلال النصف الثاني من العام، لا سيما في ظل توترات الأسواق المالية وتحول اهتمام المستثمرين نحو الأصول الملموسة.
وأضاف: “الوضع المالي العالمي يُفترض أن يدفع المستثمرين إلى القلق، وعندما يحدث ذلك، سنشهد انتقالًا في رؤوس الأموال من الأسهم إلى الأصول الحقيقية، ومع تجاوز الذهب 3000 دولار، سيبدأ المستثمرون في البحث عن قيمة مضافة في الفضة”.
ورغم الأداء القوي للفضة، إلا أنها لا تزال في مرحلة “اللحاق” بالذهب، الذي بلغ ذروته التاريخية عند 3500 دولار في أبريل الماضي، ما دفع نسبة الذهب إلى الفضة إلى مستويات قياسية تجاوزت 100، قبل أن تتراجع إلى 91 حاليًا، ولا تزال بعيدة عن المتوسط التاريخي الذي يتراوح بين 50 و60.
وتتزايد التوقعات بأن تتجاوز أسعار الفضة مستوى 40 دولارًا للأوقية قبل نهاية 2025، بدعم من استمرار الطلب الصناعي، خاصة من قطاعات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا.
ووفقًا لتقرير صادر عن شركة «ميتالز فوكس» Metals Focus في أبريل، من المتوقع أن تواجه السوق عجزًا في المعروض بنحو 117 مليون أوقية خلال العام الجاري، ما يسلط الضوء على استمرار الضغوط على جانب الإمدادات، ودعم المسار الصاعد للأسعار.