في حال نجحت خطط جهاز تحديد المنشأ للألماس المستورد والمعروف باسم “سبيس كود”، ونظل نقيد هذه العبار بأداة الشرط “إذا”، فستتغير الخريطة والشكل الذي سيبدو عليه استيراد الماس خلال عام 2024.
وتتم هذه العملية عندما يتنقل مستورد الماس عبر الجمارك في مطار جون كنيدي، يزيل الوكيل مجموعة من الأحجار الكريمة المصقولة من شحنته للتفتيش. ويتم وضعها على آلة لتحديد مصدر الماس والمعروفة بإسم “سبيس كود”. ويصنفهم على أنهم “مؤهلين”،وهو ما يعني في هذه الحالة أنهم لم يتم جلبهم من روسيا، وبعدها يتم تمرير المستورد خلال دقائق.
ويعتقد مركز أنتويرب العالمي للماس، وكذلك مجموعة الصناعة البلجيكية، التي عارضت فرض حظر على الماس الروسي، أن هذا الجهاز سيحل أزمة الماس الروسية، حيث أشارت كثيرًا إلى أنه في حال حظر الاتحاد الأوروبي الأحجار الكريمة الروسية، فسوف يتوجهون إلى دبي، خصم أنتويرب اللدود، ثم إلى أمريكا. ولكن إذا لم تتمكن البضائع الروسية من دخول الولايات المتحدة، فستكون ساحة اللعب أكثر تكافؤًا.
والمشكلة هي أن الحل العلمي لتحديد منشأ الماس عادة ما يعتبر إما مستحيلا أو غير عملي. وفي حال عملت تقنية “سبيس كود”، سيكون لها آثار ضخمة. بل يمكن أن يجعل عملية كيمبرلي للحد من تدفق الماس الخام المستخدم في الصراعات الدولية، عملية عفا عليها الزمن.
ويفسر ذلك، السبب الرئيسي لاكتساب خطط جهاز “سبيس كود” الذي يحدد منشأ الماس، لهذه المكانة العالية بشكل مفاجئ.
وناقش بافلو بروتوبابا، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة سبيسكود ومقرها جنيف، تقنيته الجديدة، لماذا يعتقد أنها واعدة ولكنها لا تضمن أنها ستعمل، ومتى يمكن أن تكون متاحة.
وأوضح “بروتوبابا” أن هدف “سبيسكود” هو رقمنة سلسلة توريد الماس، حيث أصبحت حاليا من الشركات الرائدة على الصعيد العالمي في رقمنة إدارة المخزون، باستخدام نظام تحديد الترددات اللاسلكية والترددات اللاسلكية. ولديها نحو 300 عميل على الصعيد العالمي وتتعقب نحو 25 مليون قطعة ماس بالحل الذي لدينا.
قد وضعنا ما نسميه مطابقة الماس، حيث نربط الماس بتقرير درجات الماس للتحقق من أن الماس الذي يجري فحصه هو في الواقع الماس الموصوف في تقرير درجات الماس ذاك. لدينا دقة 99.7% لمطابقة الألماس المصقول مع تقرير الدرجات.
وأوضح “بروتوبابا” إن ما يتم حاليًا، كان تطوراً طبيعياً للانتقال من تحديد هوية الماس والتوثيق إلى أصل الماس، أو ما نسميه الحمض النووي للماسي. كما تم النظر إلى كل نوع من التكنولوجيا لتحديد ما إذا كان في استطاعتنا في الواقع أخذ بصمة الماس الخام، ثم تم قطع وصقل ذلك الماس الخام وتحديد ما إذا كان يمكن أن تبقى بصمة الإصبع قادرة على البقاء، بحيث يمكن تحديد الماس المقطوع من ذلك الحجر الخام على أنه يأتي من الماس الخام الأصلي. فبمجرد معرفة مصدر الماس الخام الأصلي، نعرف مصدر كل قطعة ماس من ذلك الحجر الخام.
ويتم العمل حاليًا على مسارين متوازيين. ويشمل المسار الأول القدرة على القول، أن هذا الماس المصقول يأتي من هذه القطعة الخشنة. ونعتقد أن لدينا بصمة إصبع ستستمر خلال حياة الماس والنسخ الجديدة المصقولة.
والشيء الجديد في التقنية الجديدة ،هو أنه في حال قمت ببصمة الماس الخام في المنجم، فيمكنك إرساله مباشرة إلى الشركة المصنعة. وتقوم الشركة المصنعة بتلميع الحجر، ثم باستخدام أجهزتها التي يمكن من خلالها مطابقته مع الحجر الخام. لذلك لن تحتاج إلى إرساله إلى المختبر ووضعه في عبوات مغلقة، مما يعني التأخير وتكاليف النقل وخطر الخسارة.
ويأتي المسار الثاني وهو ما تسعى إليه مجموعة السبع، ويدور هنا تساؤل، إذا كان لديك ماسة مصقولة، فهل يمكنك وضعها على الجهاز وتحديد مصدرها دون أخذ بصمات مسبقة؟
وأشار” بروتو بابا”، إلى أن أن كلتا المشكلتين قابلتان للحل، لكنهما يعتمدان أيضًا على الطبيعة الأم التي تمنح فرقًا كافيًا في الماس في البلد الذي نشأت منه. وتعد التجربة كجهد تنموي ناجح،و يتعين في الوقت الحالي، توسيع نطاق جهود الاختبار بشكل كبير لضمان إمكانية توسيع نطاق النتائج الممتازة إلى أحجام كبيرة. فالهدف هو أنه بحلول نهاية عام 2023 ، نطلق جهازًا تجاريًا في السوق ونوسع نطاق نشر الأجهزة بسرعة في جميع أنحاء العالم.
بشكل عام يتم النظر إلى الخواص البصرية، والتركيب الكيميائي، ومورفولوجيا الماس. وبواقع التجربة وجد أن غالبية الماس عبارة عن رقاقات ثلجية. ولكن بالإضافة إلى كونها رقاقات ثلجية، فهي تأتي أيضًا من “عائلات” معينة. وقد دفعنا ذلك إلى الاعتقاد بأن هذه “العائلات” تأتي من مناطق جغرافية مختلفة، حيث يتكون الماس من أربعة عناصر أساسية، الكربون والهيدروجين والنيتروجين والبورون. ولكن بعد ذلك ، هناك عناصر أخرى، ما يسمونه العناصر النزرة، وهذه العناصر لها أنماط، يمكن للذكاء الاصطناعي الخاص بالشركة تجميع البيانات في العائلات، وتتوافق هذه العائلات مع المناطق الجغرافية.
ويوجد ثلاث مناطق رئيسية يأتي منها الماس اليوم: روسيا وكندا وعدة دول في إفريقيا. كان هدفنا الأول: هل يمكننا التمييز بين القارات؟ إذن، هل يمكننا التفريق بين الدول؟ إذن، هل يمكننا التفريق بين المناجم؟ هذا ما نعمل عليه ا حاليًا، و نعتقد أنه يمكننا فعل الثلاثة.
و أوضح “بروتو بابا””،أنه تم اختبار أعداد صغيرة من الماس لا تتجاوز 1000، لكنن هناك حاجة إلى اختبار المزيد من الماس من كل منطقة رئيسية. ولكن حتى عند إطلاقه ، لا شك أن بعض الماس سيسجل على أنه أصل غير محدد ، ربما لأننا لم نقم بعد “ببصمات أصابع” الماس من تلك المنطقة.
و أضاف”بروتوبابا”: “لكي نتحقق من مدى نجاحنا يمكننا اختبار ما لا يقل عن 500 إلى 1000 ماسة من كل بلد يقوم باستخراج الماس. وسنحتاج إلى تعاون الصناعة لتحقيق ذلك بسرعة، لكن ليس من المؤكد 100% أن هذا سيتم خلال الفترة الحالية.ونسعى أن يكون الجهاز جاهزًا للطرح في الاسواق بحلول 31 ديسمبر المقبل.”