قال رئيس جهورية بوتسوانا موكجويتسي ماسيسي، خلال فعاليات النسخة الثانية من مؤتمر Facets 2023، والتي تقام في جابورون، تحت عنوان «الماس من أجل التغير»، أن نتائج هذا المؤتمر ستسهم في تشكيل مستقبل صناعة الماس في العالم.
أشار إلى أن إنتاج الماس العالمي سجل خلال
2022 ما يزيد قليلاً عن 16 مليار دولار أمريكي، تمثل حصة أفريقيا نحو 66% من منها، بما يؤكد أن القارة الإفريقية لديها القدرة على إعادة تشكيل هذه الصناعة، مما يجعلها قوة للتحول الإيجابي والنمو المستدام.
أضاف، أن موضوع هذا المؤتمر، “الماس من أجل التغيير”، هو شهادة على التأثير العميق الذي يمكن أن تحدثه صناعة الألماس على الدول والشعوب، وظهر ذلك التأثير المباشر في بوتسوانا، والذي يمثل شهادة على دور صناعة الألماس في كيفية التغير والتحفيز للتقدم، ومواكبة الارتقاء الاجتماعي والاقتصادي، حيث لعب الألماس دورًا محوريًا في تعزيز النسيج الاجتماعي وتشكيل مصير بواتسوانا.
أوضح، أن صناعة الماس، مثل أي صناعة أخرى، يجب أن تواجه التعقيدات التي تنشأ عن المشهد العالمي سريع التغير بسبب التحولات الاقتصادية والتقدم التكنولوجي وتفضيلات المستهلكين التي تخلق بيئة ديناميكية تتطلب القدرة على التكيف، ولذلك، تقع على عاتق الدول المنتجة للألماس مواجهة هذه التحديات بحكمة وبصيرة وتعاون.
أضاف، وأن الإلتزام بالتغيير المستدام يبدأ بالممارسات المسؤولة عبر سلسلة قيمة الماس بأكملها، ومن تقنيات التعدين المسؤولة التي تحمي البيئة إلى ممارسات التجارة الأخلاقية التي تعمل على تمكين المجتمعات، ومن ثم يجب وضع معايير النزاهة والمسؤولية الاجتماعية، فالقيمة الحقيقية للماس تمتد إلى ما هو أبعد من قيمته النقدية؛ بل تكمن في قدرتها على بناء جسور الرخاء والتفاهم والتقدم المشترك.
ولفت، إلى أن الشفافية وإمكانية التتبع عنصرين حيويين في الضمانات التي يجب على الدول المنتجة للماس تقديمها للعملاء العالميين، كما يمكن لتكنولوجيا البلوكشين، أن توفر للمستهلكين ضمانة بأن مصادر الماس الخاصة بهم قد تم الحصول عليها بطريقة أخلاقية، فهو يمكّن المستهلكين من اتخاذ خيارات مستنيرة ويشجع الممارسات المسؤولة في جميع مراحل سلاسل التوريد.
أشار ، إلى ضرورة امتداد الإلتزام بالمسؤولية الاجتماعية إلى ما هو أبعد من التجارة الأخلاقية ليصل إلى تنمية المجتمع، حيث تستحق مجتمعات التعدين، التي غالبًا ما تقع في مناطق نائية ومحرومة اقتصاديا، أن تشارك في فوائد تجارة الماس، ومن خلال المشاركة المجتمعية والاستثمار في التعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية، إذ يمكن تحويل مناطق التعدين إلى مجتمعات مزدهرة ومستدامة.
أضاف، أن التحديات التي تواجه الصناعة ليست مستحيلة التغلب عليها؛ بل إنها فرص تنتظر أن يتم فتحها، ومن خلال الابتكار يمكن معالجة هذه التحديات وبناء صناعة أكثر استدامة ومسؤولية.
أوضح، أن التكنولوجيات الناشئة، ولاسيما تكنولوجيا النانو، في مجال معالجة الماس، ستلعب دورًا محوريًا في توسيع نطاق صناعة الألماس وخلق فرص اقتصادية جديدة، حيث يعد الماس النانوي، عبارة عن جزيئات صغيرة من الألماس، يتمتع بنطاق واسع من التطبيقات بدءًا من التصوير الطبي وحتى الحوسبة الكمومية.
أضاف، أن التجزئة، تشير إلى ممارسة تصنيف الماس على أساس منشئه – سواء كان طبيعيا أو مصنع معمليا، كما أن الحفاظ على الماس الطبيعي كمنتج متميز يتطلب سعرًا أعلى بكثير للقيراط الواحد مقارنة بالخسارة في حالة التخلف عن السداد، وهذا التمايز مدفوع في المقام الأول باستراتيجيات التسويق والقدرة على جذب مجموعات متميزة من العملاء.
أشار، إلى ضرورة تسليط الضوء على الصفات الفريدة التي لا يمكن استبدالها للماس الطبيعي، هذه الأحجار الكريمة ليست مجرد بلورات كربونية؛ إنها نتيجة للعمليات الجيولوجية التي شكلت الكوكب، إنها تحمل معها إرثًا من الدهشة والرهبة لا يمكن لأي مختبر أن يكرره.
لفت، لضرورة التعرف على العنصر البشري في صناعة الألماس، حيث يعتمد نجاح المنظومة على موهبة وتفاني الأفراد الذين يعملون بلا كلل في المناجم والمختبرات والأسواق، ومن ثم يجب رعاية وتمكين الجيل القادم من محترفي الماس.
أشار، أن العديد من الدول المنتجة للماس، توفر مصدرًا حيويًا للتوظيف والاستقرار الاقتصادي، ومع ذلك، يجب ضمان إتاحة الفرص للجميع، بغض النظر عن الجنس أو الخلفية، ومن خلال تعزيز التنوع والشمول، يمكن إثراء الصناعة بمنظورات جديدة تعزز من بيئة الإبداع والمرونة.
أكد على أهمية الشراكات والتعاون العالميين، حيث إن التحديات مثل تغير المناخ، والمصادر المسؤولة، والعمل الأخلاقي قضايا عالمية تتطلب عملًا جماعيًا، ومن خلال التعاون بين الحكومات وقادة الصناعة ومنظمات المجتمع المدني والمستهلكين، يمكن تعزيز التأثير، وقد قطعت مبادرات مثل مجلس المجوهرات المسؤول ومبادرة تطوير الماس خطوات كبيرة في تعزيز الممارسات الأخلاقية والتنمية المستدامة داخل الصناعة، ومن ثم يجب الاستمرار في دعم وتعزيز هذه المبادرات.
وقال « إننا نقف عند لحظة محورية في تاريخ صناعة الماس، إن اختياراتنا اليوم سوف تشكل مستقبل هذا القطاع، ولن تؤثر على النتائج الاقتصادية فحسب، بل أيضًا على رفاهية عدد لا يحصى من الأفراد والمجتمعات».