مع ارتفاع أسعار الذهب لمستويات تاريخية، اتجهت العديد من شركات ومصانع الذهب، إلى زيادة أسعار المصنعية، لتواجه أعباء الزيادة الناتجة عن ارتفاع أسعار الخامات وتكلفة التشغيل مع تزايد معدلات التضخم، وتراجع قيمة العملة.
قال هاني ميلاد رئيس الشعبة العامة للذهب والمجوهرات باتحاد الغرف التجارية، إن الغالبية العظمى من الشركات سواء المشغولات الذهبية أو السبائك الذهبية اتجهت إلى رفع أسعار المصنعية.
وأرجع ذلك إلى ارتفاع التكلفة، حيث إن ارتفاع مستلزمات الإنتاج سيؤثر بالضرورة على سعر المصنعية، لافتًا إلى ارتفاع المصنعية بنسبة تتراوح بين 10 و 15% مع بداية العام الجاري في ظل ارتفاع التكلفة.
وأشار ميلاد إلى أنه ليس هناك قاعدة لتعميم نسبة الزيادة، حيث تختلف من كل شركة إلى أخرى، حسب سياسة الشركة والتكلفة، حيث تعد الزيادة منطقية ومبررة في ظل ارتفاع التكلفة.
وأضاف، أن احتساب تكلفة التصنيع يختلف لعدة عوامل، من بينها نوع العيار، ونوع القطعة، ووزن المشغول، والشركة المصنعة، وطرق التصنيع، وكذلك الأمر بالنسبة للسبائك الذهبية.
قال طارق الطاروطى العضو المنتدب و المدير العام التنفيذي لشركة “نيو إيجيبت جولد”، إن سعر جرام الذهب عيار 21 سجل في نهاية عام 2021 نحو 810 جنيهات، ومع نهاية 2022 سجل 1770 جنيهًا، وبلغ سعر الجرام في نهاية عام 2023 نحو 3050 جنيهًا، وارتفع اليوم إلى 3330 جنيهًا، ما يعني تضاعف السعر لأكثر من 400 % خلال الثلاث سنوات الماضية.
وأضاف، أن ارتفاع أسعار الذهب يؤدي بالتبعية لانخفاض العائد على الاستثمار بالنسبة لمصانع الذهب، حيث كانت نسبة المصنعية على جرام الذهب عيار 21 تمثل نحو 10% من قيمة سعر الذهب، في حين تراجعت مع ارتفاع الأسعار لتمثل نحو 3 % من قيمة سعر الذهب، بالإضافة إلى أن سعر المصنعية في بعض الدول المجاورة أعلى بكثير من قيمة المصنعية في مصر.
ولفت الطاروطي، إلى ارتفاع تكلفة صناعة المشغولات الذهبية بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة، وبالتالي انعكس ذلك على المصنعية، لم يتجه المصنعون لزيادة المصنعية بنفس نسبة الزيادة في التكلفة في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، وانخفاض العائد علي الاستثمار بالنسبة للمصنعين، كما لم تزد المصنعية بنفس نسبة الزيادة في سعر الذهب.
وأشار، إلى ارتفاع التكلفة بشكل كبير، لاسيما مع إقبال المستهلكين على شراء المشغولات الذهبية الأقل في الوزن، وذلك بفعل تراجع القوة الشرائية، ما أدى لاتجاه المصنعين لتخفيف الأوزان، ما أدى إلى زيادة التكاليف الصناعية، حيث تزداد تكلفة تصنيع المشغولات الذهبية المنخفضة الأوزان عن تكلفة المشغولات الأوزان مرتفعة الأوزان.
وأضاف، أن أوزان الأطقم الذهبية كانت في الماضي تتراوح بين 70 و 100 جرام، لكنها اليوم تتراوح بين 10 و 30 جرام، حتى تتوافق مع القدرة الشرائية للمواطنين، ولكن تكلفة التصنيع ارتفعت عليها.
وقال الطاروطي، إلى أن أسعار الذهب ارتفعت في مصر بنسبة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، في ظل ارتباطه بثلاثة عوامل تتمثل في سعر الذهب في البورصة العالمية، وسعر الدولار وكذلك العرض والطلب، لاسيما مع تغير واختلاف القوى الشرائية في مصر، الأمر الذي انعكس على كافة المصانع فيما يتعلق بالكميات.
وأوضح، الطاروطي، أنه على الرغم من ارتفاع أسعار الذهب، إلا أنه ما زال الملاذ الآمن، وأحد أدوات الادخار والاستثمار للمحافظة على قيمة المدخرات النقدية على المدى الطويل، ومن الصعوبة التنبؤ بحركة صعوده أو هبوطه، لوجود أكثر من مؤثر قد يتغير ويرؤثر في حركة الأسعار.
وقال سامح عبد الحكيم عضو شعبة الذهب بغرفة القاهرة التجارية، إن هناك زيادة في أسعار المصنعية الخاصة بالسبائك الذهبية في شركة بي تي سي بداية من اليوم 8 يناير، تتراوح هذه الزيادة بقيمة من 3 و 8 جنيهات للأوزان الكبيرة، وتتراوح بين 15 و 20 جنيهًا، في الأوزان الخفيفة، لافتا إلى أنه سيتبعها باقي الشركات خلال الفترة المقبلة في زيادة المصنعية.
وأشار إلى أنه نسبة الفاقد أو الهادر خلال التصنيع يدخل في تكلفة المصنعية، وتتراوح نسبة الفاقد بين 1 و 3 % من إجمالي وزنة التصنيع، ومع ارتفاع الأسعار يجب أن ترتفع المصنعية مع ارتفاع نسبة الفاقد، لاسيما مع ارتفاع نسبة التكلفة الإنتاجية بنسبة تتراوح بين 150 و 200 %.
وأضاف، عبد الحكيم، إلى أن كل كيلو يخسر نسبة تتراوح بين 1.5 و 5 جرامات في الأوزان الخفيفة، حيث كانت تكلفة الفاقد تتراوح بين 3 و5 آلاف جنيه، ولكن تصل حاليًا إلى 10 آلاف جنيه.
تابع، ويوجد على الأقل 5 جنيه زيادة في تكلفة الجرام، بجانب زيادة أسعار كل المواد الخام المستخدمة في التصنيع، وزيادة الأجور وزيادة أسعار الكهرباء، مما ينعكس كل ذلك على التكلفة النهائية.