قال طاهر مرسي خبير بأسواق الذهب، إن هناك إعادة تموضع لاحتياطيات الذهب حول العالم، حيث تتركز عمليات الشراء في الشرق، بينما تزداد عمليات البيع في الغرب، وبالرغم من شح البيانات التي تأتي من الشرق، ومن الصين على وجه الخصوص، وترجيح كونها لا تصل إلى 50% من البيانات الحقيقية، فإن الصين على وشك تجاوز احتياطيات الولايات المتحدة من الذهب، إن لم تكن قد تجاوزتها فعليًا، إن لم يكن هناك تسليم بحقيقة بيانات حيازة الولايات المتحدة الثابتة منذ ما يقارب قرن.
وأضاف، وهو ما يدفع إلى التفكير جديًا في شكل خريطة العملات الدولية الفترة المقبلة، ومستقبل الدولار كعملة احتياط دولية، وبالتبعية وضعه كعملة تسعير.
أوضح، أن بيانات مجلس الذهب العالمي عن الربع الأول من العام الجاري، تكشف أن شراء الذهب في السوق التقليدية الحقيقية خارج البورصات قويا، ويرتفع بوتيرة متسارعة، لاسيما الذهب في شكله النقدي.
أضاف، أن عمليات الشراء تتركز في الأسواق التقليدية، اليت يشتي فيها الناس السبائك والمشغولات، بينما عمليات البيع خارج تتركز في البورصة واليت لا يشتري ولا يباع فيها ذهب حقيقي ملموس.
وتوقع مرسي، استمرار زخم ارتفاع أسعار الذهب، لفترة طويلة مدفوعة بمجموعة من العوامل الجيوسياسية، والاقتصادية، والمضاربية، في ظل ترقب عالمي لوضع البنوك الأمريكية المتأزم، رغم محاولات الإنقاذ المتكررة التي يقوم بها نظام الاحتياطي الفيدرالي.
وكشفت بيانات مجلس الذهب العالمي، عن ارتفاع إجمالي الطلب على الذهب، بنسبة 3% على أساس سنوي ليصل إلى 1,238 طن – ووصف ذلك بأنه أقوى ربع أول منذ عام 2016.
أشار، إلى أن معركة الدولار ضد الذهب تزداد سخونة، مع مؤشرات واضحة وانتصار كاسح للذهب، تعكسه الأسعار المستمرة في الارتفاع، حتى وصلت لقمم تاريخية وصلت إلى 2500$ للأوقية للعقود الآجلة.
أضاف، وذلك على الرغم من كل محاولات كبح الأسعار من قبل صناديق الاستثمار المتداولة الأمريكية، وما تمارسه من ضغوط من خلال عمليات البيع على المكشوف بكميات هائلة على أسعار الذهب في سوق المشتقات، لمواجهة عمليات الشراء الواسعة والمستمرة في الأسواق الحقيقية، والعمل على توجيه الأسعار للانخفاض، أو الحد من ارتفاعاتها، واستيعاب الحركة الصعودية قدر الإمكان.
وكشف التقرير، انخفاض الطلب على الذهب “الورقي” في الربع الأول بنسبة 5% على أساس سنوي ليصل إلى 1,102 طن، وذلك بسبب استمرار التدفقات الخارجة من صناديق الاستثمار المتداولة، حيث انخفضت حيازات صناديق الاستثمار المتداولة من الذهب عالميًا بمقدار 114 طنًا، واستحوزت كل من أوروبا وأمريكا الشمالية على أعلى نسبة من التدفقات الخارجة ربع السنوية، قابلتها بشكل طفيف التدفقات الداخلة إلى المنتجات المدرجة في آسيا، فيما شهدت الصناديق المدرجة في الولايات المتحدة تحولا إيجابيا في أواخر الربع.
وكشفت، تقرير مجلس الذهب العالمي، أن مشتريات البنوك المركزية والطلب خارج البورصة ” الأسواق التقليدية”، قد تسبب في رفع أسعار الذهب خلال هذا الربع، حيث لم يشهد الربع الأول أي تراجع في وتيرة شراء البنوك المركزية للذهب، فقد أضافت البنوك المركزية 290 طنًا إلى احتياطاتها الرسمية.
وأظهر التقرير، ارتفاع الطلب على السبائك والعملات المعدنية بزيادة بنسبة 3% على أساس سنوي، كما انتعش الطلب التكنولوجي على الذهب بنسبة 10% على أساس سنوي، حيث عززت طفرة الذكاء الاصطناعي الطلب في قطاع الإلكترونيات.
في حين ارتفع إنتاج المناجم بنسبة 4% على أساس سنوي ليصل إلى 893 طنًا، وهو رقم قياسي في الربع الأول لسلسلة البيانات.
وفي الوقت نفسه، ارتفع إنتاج الذهب من إعادة التدوير بنسبة 12% على أساس سنوي إلى 351 طنًا.
وهذا يجعله أعلى ربع من إمدادات إعادة التدوير منذ الربع الثالث من عام 2020، عندما ارتفع تماشيًا مع أسعار الذهب وكاستجابة للوباء.